قراءة فى مقال أغرب القوانين حول العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» قطعتي رُخام» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: محمد إسماعيل سلامه »»»»» مرايا - صفحة للجميع» بقلم محمد نعمان الحكيمي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الاحتضار فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المشاعر لا تموت.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» خطوة» بقلم عبدالسلام حسين المحمدي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ذاكرتي» بقلم شكيبيان الفهري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أغنية لها...» بقلم فاطمة العقاد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» همسة!» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»» نازل في خيمة بعيدة» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: غلام الله بن صالح »»»»»
سلام الله عليكم..
الوعي هو التثبت في الأمور والتفكير فيها تفكيرا عميقا قبل الإقدام عليها، ولقد سمي الوعي وعيا لأنه يعقّل صاحبه عن التورط في المهالك، إذن فهو فهم وإدراك يحبس صاحبه عن التصرف في أي أمر من الأمور الشخصية أو العامة إلا بعد أن يدرك هذا الأمر ويفهمه فهما كاملا على حقيقته.. بهذا كان الرأي النابع من الوعي هو في الدرجة الأولى عند الإنسان العاقل، عكس الإنسان الذي يخلو من الوعي والإدراك، الفاقد لقيمة الحياة والمكتفي بالعيش على هامشها بعيدا عن أمورها وعن الناس الذين يعيشون أفراحها وأتراحها.. بل حتى لو شعر بمعنى الحياة، فلن يكون هذا الشعور إلا بمستوى وعيه غير المدرك للقيمة الحقيقية للأشياء المحيطة به فما بالك بالحياة ككل!
هناك اختلاف كبير في درجة الوعي من إنسان لآخر، بهذا نجد الاختلاف في التصرف، في العمل، في مدى النجاح في الحياة، بل حتى في درجة الفشل في كل أمر من أمور الحياة.. وهذا الاختلاف هو من مشيئة الله تعالى في خلقه.. يقول سبحانه: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفون). لكن لو تصورنا مثلا أن درجات الوعي متساوية عند كل الناس على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، ليكونوا بعد ذلك متشابهين في كل شيء، فالنتيجة بعد ذلك ستكون ركودا وجمودا لا يؤديان إلا إلى كل ما هو ضد طبيعة الحياة حيث حوافز الإبداع، والتغلب على الآخرين، والإتيان بكل ما هو جديد، وتركيز الوعي الذهني على التجديد والاختراع، والوصول إلى معرفة أسرار هذا الكون العظيم.. بهذا أصبحت مستويات الوعي الشاسعة بين الناس طبيعية، حيث البعض قد بلغ أرقى مستوى في حياته، ووصل به الطموح إلى الكشف عن أسرار الكواكب الأخرى، والبعض الآخر ما زال يتعثر في حضيض الحياة، أو يبحث عن لقمة عيش يسد بها رمقه..
وفيما يخص وعينا العربي الغائب منذ قرون خلت، فمن العجيب حقا أن تمر علينا الكثير من الدروس القاسية، والعبر البليغة المتمثلة في الهزائم والنكسات الطويلة الأمد، ولا نستطيع بعد كل هذا الاستفادة منها لبلوغ معاقل الوعي والإدراك !! بل لا زلنا لحد يومنا هذا نسمع التصريحات التي تدعو إلى الرثاء، والخطب التي تثير السخرية، والادعاء الذي يخلو من المنطق، والتعليقات التي لا نجد فيها إلا الكذب والمواربة، والحماس الباطل والمخفي من ورائه المصالح، والكثير الكثير من الدلائل التي تشير قطعيا إلى أن الوعي والإدراك غائب تماما في أدمغة المتحكمين بقيادات الشعوب العربية المغلوبة على أمرها... لنجد بعد كل هذا أن الذين يدعون للوحدة العربية، ويعلقون على رؤوسهم شعاراتها تتشنج أعصابهم حينما يشعرون برياحها تهب عليهم !! والذين ينادون بالحرية نراهم يبطشون بها ويمثلون بجثثها تمثيلا.. بعضهم خفية واستحياء، والبعض الآخر علنا بكل جحود وطمع..!! والذين يتبجحون علينا بالعدالة والديمقراطية، يغتالون العدالة، ويشوهون سمعتها بتصرفاتهم، وبالترف الذين يعيشون فيه، في بطونهم وفوق ظهورهم..!!
إلى متى كل هذا..؟ لا ندري حقا كم ستدوم أيام الجهل ونحن قابعون تحت سلطة الخوف والقمع الذي أزاح آخر قناع الهيبة من وجوهنا، وتركنا مصغري الوجوه أمام ما يحدث من انتهاكات صريحة لأقل حق من حقوق الإنسان والأفواه منا صامتة خشية النطق..!!
سيد حسن أحمد
شكرا لكل الوعي هنا.. ودمتم للخير..
سنبقي أنفسا يا عز ترنو***** وترقب خيط فجرك في انبثاق
فلـم نفقـد دعـاء بعد فينا***** يــخــبــرنا بـأن الخيــر باقــي