_ ما أجمل الثلج يتساقط على شجر السرو يا حبيبي.
_ والأجمل من ذلك وجودك بقربي.
قال حازم لحبيبته غادة ، ثم أحاطها بذراعه وطبع قبلة على جبينها الجميل.
_ أتذكر يا حازم ، ليلة زفافنا ، كنت تتسم بالحياء الشديد ، حتى أنك رفضت أن تدخل صالة الفرح.
- يا غاليتي وكيف لي أن أدخل والمكان مليء بالنساء، يا حبيبتي العادة ليست هي التي تحلل وتحرم، إنما شرع الله تعالى.
_صدقت يا حبيبي ، وإن كان أغلب من حضر انتقدك ، حتى أن دمعتي حزن تدحرجتا وأنا أسمع تخافتهم بالكلام عنك.
نظر إليها حازم مبتسماً ثم قال : _ يا حبيبتي، المهم أننا مع بعضنا الآن.
هزت رأسها موافقة.
بعد سنة من زواجهما ، كان حازم مشغولاً عن حبيبته غادة بمشاريعه التي تتزايد وتكبر يوماً بعد يوم، رحلة عمل إلى الخارج، عشاء عمل ، سهر حتى آخر الليل في المكتب.
كلما سألته غادة أن يهتم بها قليلاً أجابها : حبيبتي، أنا أعمل كل هذا لأجلك، ولأجل أولادنا الذين سيأتون إن شاء الله.
قالها بعفوية ، لكن غادة نظرة إليه بحسرة، وضعف، كمن يخفي شيئاً في داخله.
ربما لم يستعجل حازم الولد، لكن غادة كانت تتمنى أن يكون لديها طفل يملأ فراغ حياتها، توجهت للطبيبة التي هزت رأسها تأسفاً بعد الفحص : أسفة لك ، لكنك لن تنجبي أبداً .
حينها قررت غادة أن لا تخبر زوجها بالحقيقة، وكان هو يرى أن يؤجل موضوع الأولاد قليلاً .
كانت غادة تحترق في داخلها، وكان ثمة صراع في داخلها ، هل تخبر زوجها ... لا لا ، سيتزوج علي هكذا فكرت.
ذات ليلة اتصل بها من مكتبه، طلب منها أن تجهز طاولة العشاء ، وأن تلبس أجمل الملابس، كان ينوى الليلة أن يسامرها حتى الصباح، فلقد سئم من العمل ويريد وقتاً للراحة.
شعرت به قربها في تلك الليلة، وشعرت أن بداخله حباً كبيراً لها، أطمأنت نفسها له وقررت إخباره:
_حبيبي حازم ، ألا تحب أن يكون لنا طفل؟
_بلى يا حبيبتي ، عندما يريد الله تعالى.
_ حازم أريد أن أخبرك بشيء مهم ، أنا ....
تلعثمت الكلمات على لسانها ، فنظر إليها حازم نظرة هادئة شجعتها على المضي في الكلام
_ أنا ... أنا عاقر يا حازم ثم انخطرت في البكاء
أحاطها حازم بين ذراعيه، وقال :- أعرف هذا الأمر يا حياتي ... ولم أكن أريد أن أخبرك بمعرفتي حتى لا أجرح مشاعرك
نظرت إليه مدهوشة وقالت : حقاً ....؟
-نعم يا حياتي ... ثم قام وأخرج من جيب بدلته الكشوفات الطبية التي تخصها، وأخرج كذلك تذكرتي طيران إلى بريطانيا، ثم تبسم قائلاً :
_ حبيبتي ، أعلم هذا منذ البداية ، ولقد زرت أكثر الأطباء تمكناً في هذا المجال ، وأكدوا لي أن علاجك في بريطانيا ، لذلك سنسافر إن شاء الله بعد غد.
أدركت حينها أي قلب كبير يحمل هذا الرجل، فقامت من مجلسها ، ليحتضنها حازم وهي تبكي