أيْنَ تَمْضىِ خُطَاىْ ؟؟!
لحظَاتُ العُمْر الحُلوةِ
وهجٌ دفءٌ
سمكٌ يرقصُ فَوقَ مياه البحرِ
ويَركُضُ طَرَبا !!
وسَمَاَءٌ مُشْرِقةٌ تُطْلعُ شَمْسا !!
تَعْزِفُ نَايا
فَرَحٌ أَشْبَهُ بِلقَاءِ امْرأَةٍ
تَقْطِفُ مِنْ شفَتَيها عِنَباً رُطَبَا !!
لَولاَ لَحَظَاتُ العُمرِ الحُلوَةِ
(كانَتْ هَذى الدُّنْيا كذبا )
(ولكانَ العَالمُ خَشَبا)
لحظاتٌ تَمضىِ مثْلَ البَرقِ الخَاطِفْ
أَو مِثلَ الثَّلج
إذَا يَسقُطُ فَوقَ النَّهرِ ثَوَانىِ
ثُمَ يَذُوبُ ويتلاشى
لكنَى مع ذلك أَحببتُ العالم
حين استقبلتهُ
أحببتُ جمال الفكر جمال الروح!!
جمال الإنسان!!
وبرغم الأضدَاد المتساوية
الخير الشر
وبرغم الأغوار المُعتمة
برغم الأحزان
أحببت الزَرع الطَيَب
أحببت النَاس
وعشتُ صديقاً للإنسان
ولكم بشَرْتُ بأَنَ الخير سَيأتى
وستغسلُنَا الأمطار!!
أتفاءل رغم الأشجان!!
لكن روعنى ألا يبقى النَهرُ لمجراهُ
أمينا!!
أنْ يتداعى العَالمُ من ثُقْل الأوزار!!
أنْ تتناهشهُ أَنْيابٌ دَمَويةْ
تتقاذفهُ طُرُقاتٌ ملغومة!!
ومُحيطاتٌ تَتَفَجَرُ بالرعب
وبالغيلانِ البشريةْ!!
سرقوا فَرَحى
ما أَكْثَرَ مَا أَبكى وَحدى!؟
مَا أكثَرَ ما اتَّسَخَت رُوحُ الإنْسان!!
ما أكثر ما بِِيعَ المرءُ
بِأرخَصَ مَا فى الأرض مِنَ الأثمان!!
وحَزِنتُ بكَيتُ بَكَيتْ!!
حينَ رَأيتُ الشَّرَّ تَوَاطَأَ ضِدَّ بلادِى
ضِدَّ بُنَاةِ الحقَّ بُناةِ الحُرَّيةْ!!
حينَ اغْتَالُوا أَصْغَرَ بُرْعُم وَردٍ
فى القدسِ العَرَبية!!
حِينَ رأَيتُ بُيُوتاً تُهدَمُ
فَوْقَ رُؤوس الأَحياء
وتُداسُ عُيُونٌ بالأقْدامْ
وَذُهلتُ أيحدثُ هذا
عن عَمدٍ وبأَيدٍ بَشريَة!!؟
أمْ فى وَكرِ ذئَاب ؟!
آلَمنىِ الجُرحْ
فإذَا وَهَجُ الأرض هَبَاءْ
وإذا بِظَلامٍ يَغْمُرنى!!
وتَغيبُ سَمَائى الزرقاء!!
هذا زَمنٌ مَا عُدتُ أُطِيقُهْ
زَمَنٌ لاَ أُشبِهُهُ لا يُشْبِهُنِى
زمنٌ لا أَستَوعبُ ما يجرى فيه
ولا يستوعبنى
فمتى تحملنى ريحُ الغيب إلى دَرْبِ
يترقرقُ فيه العشق
وتورق فيه الرَحمةُ والحرَية!؟
ومتى ألمحُ فجراً
يشرق فوق رُبوع الكون
يُبددُ أَحزان الروح الأبدية
يحمل للإنسان سلاماً أَمناً
يَفتَحُ آفاقاً روحيَة!!
يُسكننى غابة ضوء وردية
وتطير حمائم روحى نحو النَبع
وأغسل جسدى منْ طين الأرض
ومن طُرقات موبوءة
وتُضىء عيونٌ كانت خانقة مهمُومة!!
وتزول الأوجاعُ المشتَعلةُ
فى كُلَّ مكانِ مِنْ جسدى
وأُحس شموعاً تتوهَجُ فى قلبى!؟!
ربَى
أنت القْادرُ أَنْ تحْملَنِى
رِيحُ الغيب إلى آفاقٍ
تَتَبَدَدُ فيها عتماتُ الروُح
يتساوَى فيها الداخلُ بالخَارج
حتى لاَيبقَى أحدٌ يَحملُ فى دَاخله ضدَّهْ
لاَ يَبْقَى أَحَدٌ ينفُثُ حِقْدَهْ
يَتلألأ نورُ الحق
ونورُ العَدلِ
فأكونُ مِنَ الله قَريبَا!!
ومِنَ الإنسَانِ حَبِيبَا!!
جمال محمود