المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نجلاء طمان
سعدت جدا بمروري بين أفياء هذه القصة المتميزة, ومع أن هذه أول مرة أمر بها على قصة لك أخي العمري , إلا أنني أتمنى لو أقرأ لك ثانية في القص. كما أنني أشيد بقراءة كل من سبقني من أساتذة, وبخاصة المفكر المبدع: خليل حلاوجي, والناقد الحفيص : د. مصطفى عراقي. وربما خشيت أن تكون إضافتي باهتة بعد هذين العملاقين!
حرص, العنوان؛ وأول ركن من أركان الحبك والذي أتى مناسبا ومتناسبا مع بقية الأركان, وكان هو أول علامة موضحة لهدف القص.
بدأ المدخل الافتتاحي - وهو ثاني أركان الحبك - بلغة شاعرية يحملها سرد هادئ, ألقت الضوء بشدة على المحور النفسي للبطل, بما يحويه من أبعاد نفسية وخواء زهني رتيب.
ثم يبدأ القاص بالخول في الركن الثالث- وهو البناء الحبكي- بادئا هذا الركن , بصدمة واقعية للقارئ حيث أخذه من الجو الحالم الى جو الواقع والمادية الملموسة. ثم يعود به ثانية الى الجو الحالم متبعا تكنيك "القطع المتوازي", هادفا بذلك توضيح حالة من الذبذبة النفسية التي يعيشها البطل ممزقا بين حالة حالمة لمشاعر مرهفة, وبين حالة مادية تمزق الحالة الأولى. ثم يبدأ الحبك يدخل أقصى وترياته, باستعراض لمكان التزلج, وهو نوع آخر من الانعكاس لحالة البطل الشعورية, ثم يدخل القاص مباشرة في كارثة الحادث, وهو بدوره نوع من القطع الواقعي المستمر لحالة البطل الحالمة, لكن في هذه المرة كان القطع قاسيا بشكل تعمده القاص مسقطا بذلك حالة واقع مؤلمة ومثيرة للشفقة.
ثم ينتهي هذا الركن في روعة, عندما يوضح حالة البطل وهو يحارب لإنقاذ كاميرته التي هي في الأساس رمز الواقع والمادية, مبينا مدى حرص البطل على ملموسات حسية زائفة, وإن كنت أرى أن هذه النقطة كانت تحتاج لوصف أكثر إطالة يستوضح مدى حرص البطل على رمزه.
تأتي الخاتمة وهي الركن الرابع والنهائي, مبينة مدى الحكمة التي أرادها القاص من قصه, وجاءت في شكل شاعري حكيم , بدا محببا برغم كونه جديدا.
وهكذا نجد أننا أمام نوع تلاحمت فيه عدة أنواع من أنواع القص, القص السردي الهاديء, والقص المعتمد على تقنية القطع المتوازي, وقص الحكمة, فجاء في ثوب رائع جديد, لكن مقبول جدا. جاء هذا الثوب يطرح أمامنا نسيج شفاف رأينا من خلاله, حالة واقع ممزق يرتكن على الزيف.
همسة: التشكيل الكامل للكلمة قد يكون ضروريا في الشعر والنثر الخاطري, لكنه - من وجهة نظري-غير محبب في القص لأنه يصرف نظر القاريء, بشكل ما عن القصة. وجذب انتباه القاريء مهما جدا في القص.
عساه مروري ليس ثقيلا, وعساها الهمسة يتسع لها صدرك
شذى الوردة لتميزك.
د. نجلاء طمان