السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الأستاذ المبدع معروف محمد آل جلول،
أستميحك عذرا لتأخري، قبل الدخول في صلب الموضوع، استوقفتني أخي هذه الفقرة.
*****************
إنني ـ والله ـ من باب العودة إلى الواقع الأليم الذي انعكست آثاره سلبا على المجتمع الإسلامي ..فعانى و يعاني؛ وانقسم إلى طبقتين في بعض الأقاليم ..غنى فاحش ..فقرمدقع ..
ولاء للسلطة ..معارضة فغضب ..صراع داخلي ..فغليان اجتماعي ..تأزم نفسي .. قمع واعتقال ..فوضى النظام و المفاهيم .. حيرة في المستقبل ..
***************
قبل أيام كنت أعد موضوعا حول "الطبقة الوسطى مرتكز المجتمع وأسباب الانكماش"، فهي بصدق عماد المجتمع
وصمام الأمان، إلا أنها للأسف الشديد بدأت تختفي معالمها في السنوات الأخيرة، بسبب الغلاء، والتأثر بالاقتصاد
العالمي، وبسبب الديون التي أثقلت ظهرها، وقد يكون السبب أيضا منبعثا من داخلها أقصد بذلك الفساد والرغبة
في تسلق سلم الثروة سريعا بطرق غير شرعية، إن انهيارها يعني أزمة قاتلة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والمعرفية الثقافية.
وربما هذا ما دفع بعض الدول التي استشعرت هول الخطر الذي سيصيب المجتمع بانهيارها فبادرت إلى البحث
عن حلول لدعم هذه الطبقة كما هو الشأن بالنسبة لتونس والمغرب وغيرهم....
فقدانها يعني العيش في غابة، القوي يأكل الضعيف والضعيف يسعى بكل الوسائل القانونية والإجرامية لاستمرار في العيش.
***********************
آسفة أخي فهذا ليس موضوعنا بالدرجة الأولى لكن أحببت أن أقف عند تلك النقطة لأهميتها، أما بالرجوع إلى الموضوع، سأخبرك بأني أتفق مع الأستاذ أبو بكر في كلمة قالها.
نحن اعتدنا تقبل الوقائع المعطاة لنا دون أي جهد، غيبنا العقل واستأجرنا آخر ليفكر مكاننا ويصدر قرارات
نتبناها ونؤمن بها بدون تعمق فيها أو فهمها.
أخي لقد ألقي علي سؤال يوما، لو كنت حاكمة ماذا فعلتِ، وسأرد بنفس الرد، لا أتمنى أن أكون حاكمة أبدا
لا أتمنى أن أضع رأسي على وسادة فتذيبها كثرة أفكاري، فلو كنت حاكمة لن أكون عادلة حتى لو سعيت
لذلك بشتى الطرق، ستأثر بالواقع بالعوامل الداخلية والخارجية، ستمارس علي ضغوطات، وهذا بالفعل
ما يجري لحكامنا فهما كان منصبهم فهم مجرد بشر يتأثرون فيضطرون إلى اللجوء للكذب لتهدئة الأوضاع، الحكم كالانتخابات لا يمكن أن تخلو من شعارات كاذبة.
البارحة وأنا أشاهد التلفاز، قال ممثل يلعب دور رئيس دولة، يا ليتني عدت مجرد فرد عادي، أنام وأستيقظ
كما يحلو لي، أخرج وأدخل كما شئت، يا ليتني ما اعتليت هذا الكرسي يوما، فأنا أشعر بالقيود تكبلني من كل ناحية
ربما هو مجرد تمثيل لكن لا يخلو من وقائع.
الحاكم لا يتحمل النتائج وحده فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته. والتغير كما قيل قبلي يبدأ من المجتمع.
الموضوع يحتاج أكثر من رد لعلي أعود أخي معروف.
لكن اسمح لي بسؤال أوجهه إلى الأستاذ أبو بكر -ولكل المبدعين والمفكرين- انطلاقا مما تفضل بذكره هنا.
كيف لنا أستاذي الفاضل أبو بكر أن نتحرر من التبعية التي فرضناها على أنفسنا حتى أصبحنا نؤمن بكل ما يقال لنا دون تحليل؟
وكيف لنا أن نوصل أفكارنا للحاكم في قالب مرن لا يشعل نار الفتنة؟
وهل كل حاكم يستحق أن يطاع؟ وما مفهوم الطاعة وأشكالها؟
آسفة فقد انبثقت عن السؤال أسئلة أخرى.
اعذرني أخي معروف إن وجدت أخطاء فلم أقم بمراجعة ما كتبت.
تحيتي لك ومودتي.
ساشرع بعد ايام في الإجابة على هذه الانشغالات..
ربما في موضوع جديد..وبعدها ..أعرض مشروعا ميدانيا..
وسيكون كتابا بإذن الله على شكل مقالات..
سؤالك وجه للأستاذ أبو بكر ..وللأساتذة الكرام ..لذا قررت التأخر..
بعد أن أرد على المحترم ..الأستاذ: أبوبكر..
لك الشكر الجزيل على هذا الاهتمام..