صباحُ النَّجَفْ
شعر د. جمال مرسي
صباحُ الدمارِ ...صباحُ النَّجَفْ .
صباح الأنينِ .. صباح النجفْ .
صباحٌ بحجمِ الفجيعةِ ..
حجم المعاناةِ ،
حجم جراحات قلبٍ نَزَفْ .
دماءٌ تسيلُ
وطفلٌ قتيلُ
و أُمٌّ تُكًفْكِفُ دمعاً وَكَفْ .
صباحُ النَّجَفْ .
ودجلة هذا الأبيُّ العريقْ.
يُرى كالغريقْ.
يَمُدُّ يديهِ ، فما من صديقْ .
فلا النهرُ جاءْ .
ولا الفجرُ جاءْ .
ولا مِنْ رشيدٍ يجيبُ النداءْ .
يقول كفى أيها المستبدُّ .. دِماءً ..
وَ قِفْ.
صباح النَّجَفْ .
صباح الدمارْ .
صباح "الأبتشي" تدكُّ الديارْ .
وتغتال أحلامَ كلِّ الصغارْ ...
بأرض النَّجَفْ .
صباح النِّكاتِ ، صباح الطُّرَفْ .
صباح التناقضِ يا أُمتي .
على رقصِ نانسي يموتُ الكثيرْ .
وفي سِحرِ نانسي يموتُ الضميرْ .
وفي أرضِ بغداد يفنى الصغيرْ ...
ويحيا الشرفْ .
صباح النَّجَفْ .
صباح النعيمِ ، صباح التَّرَفْ .
سلامٌ على العرب النائمينَ ...
عن الثأرِ في باذخاتِ القصورْ.
صباحُ الصخورْ...
صباحُ التُّحَفْ .
فلا فرقَ بينهمُ والتُّحَفْ .
صباحٌ سيرفضُ أشكالَنا.
وأسماءَنا .
و ألوانَنا .
و يهربُ ، يهربُ من أرضِنا .
إلى أرضِ روما
إلى ليلِ روما
يُضيء هناكْ .
يُنَوِّرُ للفاتكانِ الظلامْ .
و يُلقي السلامَ على الأندلسْ .
على مجدنا في زمان ِ السّلَفْ .
صباحٌ سيشرعُ في حَرْبِنَا.
و يسحبُ مبعوثَهُ عندنا .
فلا الطير تسحرنا بالغناءْ.
و لا نسمةٌ من نسيم الهواءْ .
سيحجبُ عن عيننا نورَهُ .
لأنّا أذقناهُ طعمَ السُّهادْ .
ونحن كسوناهُ ثوبَ السوادْ .
فلا غروَ إن عافنا ، أو صَدَفْ .
صباح النَّجَفْ0
صباح التآمر والإختلافْ .
صباح سيسألُ أين العفافْ ؟
وأين عفافْ ؟
وأين الحسيْنْ ؟
قتلناهُ يا سادتي مرتيْنْ .
أرقنا على قبرهِ دمعتيْنْ .
ومِنْ ثَمَّ عُدنا ..
لندفنَ هاماتنا في الترابْ .
وبالصمتِ يا أمتي نلتحفْ .
صباحُ النجفْ .
صباحُ التفاؤلِ و الإنشراحْ
صباحٌ بلا " وردةٍ " أو " صباحْ " .
صباحٌ نراهُ بأحلامنا ...
برغم الأسى و الضنى و النواحْ ..
و لا شيءَ غيرَ رؤانا مُباح .
صباحٌ يؤذِّنُ فيهِ بلالُ ..
و يأتي صلاحْ .
يحررُ مسرى النبيِّ الأمينْ .
و من ثَمَّ يزحفُ نحوَ النَّجَفْ .
و يعبرُ يعبرُ فوقَ الجراحْ .
و نحو ضمائرنا في ثباتٍ..
ليبدرَ فيها بذورَ الشَّرَفْ .
تحياتي و دمتم