|
لو كانَ بالشِّعرِ المشاعرُ تُشترى |
لملأتُ كُلَّ الكونِ فيكِ قصائِدا |
و قطفتُ من دُرَرِ القريضِ نفائساً |
و نَظَمْتُ مِنْ زُهُرِ النجومِ قلائدا |
ما كنتِ سطراً في قصيدةِ شاعرٍ |
تَخِذَ القريضَ مكائداً و مصائدا |
كيْ يُبْهرَ الإحساسَ قولٌ قالَهُ |
و يُحَيِّرُ التفكيرَ عمداً عامدا |
لكنَّكِ الحُبُّ الذي ما بعدَهُ |
حُبٌّ لِصَبٍّ جاءَ يسعى جاهدا |
فأراقَ في كفيّكِ ماءَ شبابِهِ |
و أتى بريْحانِ الفؤادِ مُعاهِدا |
سَحَرَتْهُ عَيْنَا ظبيَةٍ عربيَّةٍ |
و حَداهُ شوْقٌ لم يَزَلْ بِكِ زائِدا |
و سَباهُ ثغرٌ قِرْمِزيٌّ فاكتوى |
أَتَرَيْنَهُ من بعدِ أَسْرِكِ عائدا |
ما هذهِ الدُّرَرُ الحِسانُ رأيتُها |
نُثِرَتْ بروْضاتِ الخدودِ فرائِدا |
أَوَ ما تُحِسيِّنَ اْرتعاشةَ خافقي |
شَهِدَتْ ، و رَبُّ الناس خيرٌ شاهدا |
الحُبُّ عندي لم يكُنْ أُكذوبةً |
خَسِأَ الذي بَثَّ الدعايةَ حاقدا |
الحُبُّ يا أختَ الربيعِ فضيلةٌ |
أفنيتُ كُلَّ العمرِ عنها ذائدا |
ما غَرَّني فيمن أُحِبُّ جمالُهُ |
و الحُسنُ يُغري عابداً و مجاهدا |
و لقد رَنَوْتُ إلى الكواكبِ في السَّما |
فحفظتُ نجماً في سمائي صاعدا |
و نظرتُ في كلِّ القلوبِ ، رأيتُني |
أختارُ مِنْ كلِّ البريَّةِ واحدا |
فَتَخِذْتُهُ عوْناً إذا ما مسَّني |
ضُرٌ ، و كانَ ليَ الزمانُ مُعاندا |
يا أنتِ هل تدرينَ أنَّ مشاعري |
ليستْ جليداً أو كياناً جامدا |
لِيْ خافقٌ بين الضلوعِ عرفتُهُ |
حُرّاً إذا طَغَتْ الحوادثُ صامدا |
هوَ كاخضرارِ الريفِ يا أختَ الضُّحى |
هوَ كالنسيمِ طراوةً، هوَ كالندى |
هوَ باذلٌ لكِ كُلَّ فيضِ ودادِهِ |
و كأنَّهُ لم يُعطِ إلا رافدا |
يا قلبُ كيف عَقَقْتني ، فوهَبتَها |
كُلِّي ؟، حسبتُكَ يا فؤادي راشدا |
و جَحَدْتَنِي و سَبَحْتَ في لألائها |
فَحُرِمْتَ عيشاً في جِناني راغِدا |
مالي و حُبُّ أميرةٍ في قصرِها |
تَرَكَتْكَ في وَسَطِ الطريقِ مُكابِدا |
لا أنتَ ذُقْتَ بقُربِها طعمَ الهوى |
كلاّ و لم تسطِعْ نَوَىً و تباعدا |
أأميرتي : أهديكِ قلباً نازِفاً |
سَطَّرْتُ من دَمِهِ قصيداً خالدا |