كانت آخر مرة هاتفت فيها أخي الشهيد يوم عيد الأضحى مهنئا فطال بيننا الحديث على غير عادة وكان أعجب ما فيه إصرار أخي عدنان تقبله الله على أنه حديث وداع وأنني لن أسمع صوته بعدها قط ، وتأكيده بثقة عجيبة أنه يرى الشهادة وقد دنت وأنه سيلقى الله شهيدا قريبا ، وأكثر من تأكيده لي عن مدى حبه لي كأخ كبير وتقديره لي كأستاذ وشيخ له ، وتأكيده على رسالة الواحة وسموقها وإيمانه المطلق بها ، وطلب الملح رضاي وتفهمي لاجتهاداته وقصور حضوره بعض الأحيان لظروف الخاصة.
لقد علمت الآن يا عدنان معنى الفراق الحقيقي ، وعلمت كيف يرى الله أهل خاصته بعض غيبه ، وعلمت يا عدنان معنى الصدق ومعنى المقاء ، وعلمت يا عدنان معنى الفقد الحقيقي لأخ كان الأوفى لعلاقته بي والأوفى لرسالة الواحة فكان رفيق الدرب منذ بداياته أقبل القوم وانقلبوا وبقي عدنان البحيصي ملتزما ومعنى للقيمة ونبراسا للصدق وللإخاء وللوفاء.
يا عين جودي ولا تخشي في الدمع لومة لائم.
وأسأل الله حسن العزاء بأخ فقدت به الكثير الكثير.
أسأل الله أن يكون لي من شفاعة الشهيد كفل يوم نلتقي عند الديان يا صديقي.
هنيئا لك الشهادة التي طالما طلبتها ويرحمنا الله بعدك.