يا أيتام صلاح الدين
(عاجز ، كعجز الأمة ، أقف كتل من الطين والصمت والخجل ، وبين يدي تفاهة أوراقي وحروفي ، أمام عظمة الدم الزكي .
إلى روح كل شهيد ألتمس منه الشفاعة)
.
إخوة يوسف فوق المذبح يبتسمون
من أحلامي يقتاتون
من أشلائي يكتالون
عبر دمائي ينسربون
آت آت وجهك غزة
كي ينصرنا نحن الأسرى ..
كي يحيينا نحن الموتي
آت آت وجهك غزة ....كي ينقذنا
من شرفات البؤس تطل
من همزات الموت تهل
فلتحتشدوا يا أيتام صلاح الدينْ ..
لا تنتظروا أخوة يوسف
لن تنتظروا غير غثاء.
لن تلتمسوا غير هباء.
آت آت وجهك غزة ....كي ينقذنا
فوق دروب المحنة جاءت تقطر شوكا
تسقي هذا الجب دماء.
أخوة يوسف يلتحفون الصمت قميصا ...
عند ركام البئر تنادوا .....
كي يلتسموا بعض الماء
لن ينتشلوا غير دماء
هل يرويكم ماء حياتي؟
هل تحييكم صرخة موتي والأشلاء؟
فلتحتشدوا يا أيتام صلاح الدين.
لن أستصرخ صمت الموتى
لن أستنجد بالأصنام
فلتحتشدوا يا أيتام صلاح الدين.
ولتنصهروا .. جيش دماء
حول الكعبة
عند المجدل ..
في أروقة (القدس) الأبهى ..
في (الأهوار)... .
وفوق هضاب النيل الثكلي
في باحات الأموييين ...
في محراب الأوابين
في ساحات الكرْم الطاهر ...
والزيتون ..
ودعوا أخوة يوسف ... تاهوا....
في أسمال الكذابين
في حفلات العرس الباكي
في باحات العري الراقص
في أسواق النخاسين
في أردية القوادين ..
في أعراس الشجب الشاكي ... والتأبين
أخوة يوسف عند ركام البئر تنادوا
يلتحفون الذعر قميصا ... .
كي يلتمسوا بعض الماءْ
لن ينتشلوا غير دماءْ.
آت آت .....وجهك غزة كي ينقذنا.
يصرخ في الأوغاد وعيدا
يشرق خبزا للفقراء.
صمتا ... صمتا أخوة يوسف
غزة ... تذبح ... فلتبتسموا ...
وليتبادل رهط الساسة
فوق المذبح ... لحم صغاري والأنخاب ..
صمتا ... صمتا أخوة يوسف
هذي غزة ، بأظافرها ، تحفرليلا ، سورة (ق)
في أحجارالزنزاناتْ
تكتب ملحمة للنور..
وترجم تاريخ الأعراب.