قالت : لماذا أنت قاسٍ ؟!
قلتُ : بل أنتِ الرقيقةْ .
قالت : أتكرهها ؟ الغرورُ ، أجبتُ ،
يَصْعُبُ أن أطيقَه .
العشقُ كان ولم يزلْ
في الأرض ،
مُذْ بدءِ الخليقةْ
وقلوبنا تهوى بِفِطْرَتِها
وتعشقُ بالسليقةْ
والناسُ أشكالٌ وألوانٌ
كورد في حديقةْ
قد لا نشمُّ ، وقد نشمُّ ،
إذا قطفناهُ ،
رحيقَهْ
وأنا نزلتُ من السماءِ
لأرض وديانٍ سحيقة
وتَخَذتُ لي ، من صخرةٍ
صمَّاءَ ، عن جهلٍ ، عشيقة
ما غيَّرَتْ في طبعها الأيامُ
شيئاً يا صديقة
كلاَّ ، ولا عَرَفَ التواضعُ نحوها
يوماً طريقه
والوهم بحرٌ ،
وهي فيه ، بدون أن تدري ،
غريقة .
والآن قد آن الأوانُ
لكي أقول لها الحقيقة :
يا من ترى من حولها
غافين وهي المستفيقة
يكفي غروراً وانزلي
من برجك العالي دقيقة .!