الخطاب الذي نتوجه به إلى أولي الأمر .. مصدر بأنات الأمة .. ومسطر بآلامها .. ومزيل بتوقيعها المخضب بالدماء .. يفور من أعماقها المحزونة .. ويتصاعد من أنفاسها المكلومة .. ويتقاطر أسى .. ويعتصر هماً وغماً على إخواننا في غزة الرافعة راية العزة ..
خطاب يستشرف الماضي بإشراقاته واعتزازاته .. والحاضر بانفعالاته وتداعياته .. والمستقبل بآلامه وتطلعاته ..
خطاب ينحدر من منطلقات كثيرة .. وحقائق عديدة ..
منطلق (( فالإمام راع ومسؤول عن رعيته )) منطلق الإنسانية وكرامتها المهضومة .. وشخصيتها المستباحة .. ودماءها المراقة ..
منطلق الدفاع عن الحق .. ودحر الباطل .. ونصرة المظلوم ..
منطلق الأخوة الإيمانية ووشيجة الدم .. والعقيدة وصلة الروح .. والهوية ولحمة النسب ..
هذا الخطاب بتوجهاته ومنطلقاته يجب أن يحرك أولي الأمر في الأمة إلى مواكبة الأحداث .. وملاحظة التطلعات في الشعوب .. يجب أن يوجه المسار إلى تلاشي الهزائم المشينة .. وتخطي الاستضعاف المميت ..الذي منينا به .. وأصبنا بدائه في هذا العصر النكد ..
يا زعماء الأمة وقادتها الكرام .. يا أولي الأمر وأصحاب القرار فيها .. إن أمتكم تتمزق كل ساعة .. وتحترق كل يوم .. وهي ترى دماء غزة المراقة .. وأجسادهم الممزقة .. وديارهم الضائعة .. وأرضهم المنتزعة .. وحرياتهم المغتصبة .. وتنظر إلى التآمر الدولي اللئيم .. الذي تخطى كل الحدود .. وإلى خيانات الولايات المتحدة الفاضحة مع سبق الإصرار والترصد .. وعجزها المفتعل عن حماية الضحية ومساعدتها لأعداء غزة وإمدادها لهم بالسلاح والمال ..
وترى قسوة العدو الصهيوني وحقده وفتكه بالفلسطينيين .. مما فاق كل تصور .. ثم مكافأته بتدفق المساعدات العسكرية له ومنعها عن المقاومين العزل المظلومين المهضومين ..
مما أهاج الأمة من شرقها إلى غربها .. وقد تفطر منها القلب .. وتقطعت منها الأكباد .. وتمزقت منها النفوس ..
كل هذه الفواجع والدواهي العظام .. دعت الأمة إلى توجيه خطابها إليكم .. ورفع صوتها عالياً أمامكم .. وقد أشهدت الله والتأريخ .. وأعذرت إلى البلاد والعباد من الخور والتكاسل والتقاعس الذي سيؤدي إذا لم تتحرك سواعدكم وجيوشكم .. وقلوبكم وأفئدتكم إلى الوقوف مع أهل غزة .. إلى فتنة في الأمة .. وانفلات للشعور الجماهيري .. مما لا يعلم مداه إلا الله .. لهذا ودفعاً لأبواب الشر .. ونصرة للمظلوم .. ورداً لكرامة الأمة ..
يجب أن تتحرك القيادات الإسلامية بقوة .. وتتقدم بفاعلية إلى نطاق خارج إطار القمم .. لمساعدة هؤلاء المقهورين من إخواننا في غزة .. ومدهم بالسلاح والمال .. فالسلاح هنا والرجال هناك .. و حتى يتم نصرتهم وتحرير أرضهم المغتصبة .. ودفع الشر الحالي عنهم والقادم عنا ..
واعلموا حفظكم الله بأن الأمة كلها من ورائكم تشد أزركم .. وتقوي سواعدكم .. وتضحي بالغالي والنفيس في سبيل ذلك .. وتدعو الله لكم بالنصر والتأييد .. وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ..