|
قدساه يا أماه .........عودي |
رَبَّاهُ فُكَّ قُيُودَ القُدْسِ رَبَّاهُ |
مَا عَادَ نُورُ الضُّحَى في الكَوْنِ مُنْتَشِرَا |
بَيْنَ الزُّهُورِ وَقَدْ حَلَّتْ بِنَا الآهُ |
يَا قُدْسُ أبْكِي عَلَيْكِ اليَوْمَ وَا أَسَفَى |
عَلَى شَهِيدٍ مَضَى واللَّحْدُ وَارَاهُ |
أَبْكِي عَلَيْكِ وَهَذِي العَيْنُ مَا دَمَعَتْ |
إلا عَلَى غَائِبٍ قَلْبِي تَمَنَّاهُ |
أَبْكِي عَلَيْكِ وَسَالَ الدَّمْعُ مُنْهَمِراً |
فَوْقَ الرِّمَالِ وَنَبْتُ الحُزْنِ لَبَّاهُ |
أَبْكِي عَلَيْكِ بُكَاءَ الطِّفْلِ حِينَ يَرَى |
مَرَارَةَ اليُتْمِ بَعْدَ الأُمِّ تَغْشَاهُ |
قَدْ كَانَتْ الأُمُّ دَوْماً كُلَّ غَايَتِهِ |
قَدْ كَانَتِ الأُمُّ فِي الغَارَاتِ مَأْوَاهُ |
يَلْجَا إِلَيْهَا إِذَا مَا الخَطْبُ أَرَّقَهُ |
كَجَنَّةِ الخُلْدِ يَرْضَاهَا وَتَرْضَاهُ |
وَمَاتَتْ الأُمُّ فَانْهَالَتْ مَدَامِعُهُ |
وَالنَّارُ أَضْحَتْ لَهُ بِالرَّغْمِ مَثْوَاهُ |
يَا قُدْسُ إِنِّي كَهَذَا الطِّفْلِ فَانْتَظِرِي |
وَلا تَمُوتِي فَإِنَّ القَلْبَ أَوَّاهُ |
يَا قُدْسَ قَلْبِي وَيَا أَحْلامَ قَافِيَتِي |
الشِّعْرُ سَالَ عَلَى خَدِّي فَأَدْمَاهُ |
وَالحُزْنُ قَامَ مِنَ المِحْرَابِ عَانَقَنِي |
وَضَمَّنِي قُلْتُ: مَنْ يَأْتِيكِ قُدْسَاهُ |
قُدْسَاهُ عُودِي.. أَعِيدِي العُرْبَ صَاعِقَةً |
وَاسْتَرْجِعِي- أُمَّنَا - مَا قَدْ سُلِبْنَاهُ |
هَيَّا أَعِيدِي لَنَا مَجْداً وَمَمْلَكَةً |
كُنَّا نَسُودُ الوَرَى عِزّاً مَلَكْنَاهُ |
وَاليَوْمَ هِرُّ الوَرَى كَالأُسْدِ يَنْهَشُنَا |
فَلْنَبْكِ دَهْراً عَلَى مُلْكٍ أَضَعْنَاهُ |
رِجْسُ اليَهُودِ بَأَقْصَانَا وَمَقْدِسِنَا |
ذُلٌّ وَعَارٌ مِنَ الأَوْغَادِ نِلْنَاهُ |
فَهَلْ سَعَيْنَا بِجِدٍّ نَحْوَ نُصْرَتِهِ؟ |
وَهَلْ مَرِيرُ الأَسَى قُمْنَا مَحَوْنَاهُ؟ |
وَهَلْ شَهَرْنَا سُيُوفَ الحَقِّ فَانْتَصَرَتْ؟ |
وَهَلْ طَرِيقُ الهُدْى يَوْماً سَلَكْنَاهُ؟ |
يَا عُرْبُ قُومُوا فَقُدسُ اللهِ تَأْمُلُكُمْ |
أُسْداً وَجَيْشاً جَمِيعُ النَّاسِ تَخْشَاهُ |
"صِدِّيقُ".. أَنْتَ الَّذِي صَدَّقْتَ قُدْوَتَنَا |
"خَطَّابُ".. أَنْتَ الَّذِي قَدْ نِلْتَ دَعْوَاهُ |
"عُثْمَانُ".. أَنْتَ الَّذِي أَعْلَيْتَ رَايَتَنْا |
"عَلِيُّ".. أَنْتَ الَّذِي مَا غَرَّكَ الجَاهُ |
أَصْحَابَ طَهَ وَيَا أَزْهَارَ أُمَّتِنَا |
كُنْتُمْ لأَحْمَدَ يُمْنَاهُ وَيُسْرَاهُ |
مُدُّوا إِلَيْنَا يَداً لِلْقُدْسِ تُنْقِذُهَا |
مِمَّا رَأَتْهُ وَمِمَّا قَدْ رَأَيْنَاهُ |
فَالْقُدْسُ أَضْحَتْ يَدَاً فِي أَلْفِ سِلْسِلَةٍ |
تَبْكِي عَلَى حَالِهَا مِمَّا جَنَيْنَاهُ |
يَا قُدْسُ عُذْراً.. صَلاحُ الدِّينِ فَارَقَنَا |
وَالجُنْدُ في سَاحَةِ المَيْدَانِ قَدْ تَاهُوا |
أَبْكِي وَدَمْعِي حَبِيسٌ.. لَمْ يَسِلْ خَجَلاً |
فَشَقَّ قَلْبِي فَصَارَ القَلْبُ مَجْرَاهُ |
يَا قُدْسَنَا إِنَّنِي آتٍ إِلَيْكِ غَداً |
أَبْغِي عَدُوِّي فَيَلْقَانِي وَأَلْقَاهُ |
بِسَيْفِ "بَدْرٍ".. وَبَيْنَ الكُفْرِ أُطْلِقُهُ |
مِثْلَ "البُرَاقِ" وَفي الأَحْشَاءِ مَسْرَاهُ |
حَتَّى يَعُودَ سَلامُ اللهِ يَرْسُمُنَا |
زَهْراً وَرَبُّ الوَرَى بِالنَّصْرِ يَرْعَاهُ |
فَلْتَصْبِري قُدْسَنَا وَلْتَزْرَعِي أَمَلاً |
وَاسْتَهْزِئِي بِالَّذِي لاكَتْهُ أَفْوَاهُ |
فَنَحْنُ جُنْدٌ.. رَسُولُ اللهِ قَائِدُنَا |
وَالذِّكْرُ دُسْتُورُنَا دَوْماً عَرَفْنَاهُ |
شَعْبٌ.. أَتَانَا رَسُولُ اللهِ قَالَ لَنَا: |
"إِنِّي بَشِيرٌ.. أَطِيعُونِي"، أَطَعْنَاهُ |
وَهُمْ يَهُودٌ غَدَا إِبْلِيسُ قَائِدُهُمْ |
وَالحِقْدُ فِيهِمْ قَدِيماً قَدْ لَمَسْنَاهُ |
شَعْبٌ إِذَا رُمْتَ مَدْحاً قُلْتَ: شِرْذِمَةٌ |
وَإِنْ أَرَدْتَ هِجَاءً لَسْتَ تَلْقَاهُ |
فَكَيْفَ يُنْصَرُ شَعْبٌ لا إلهَ لَهُ؟! |
وَكَيْفَ يُهْزَمُ شَعْبٌ.. رَبُّهُ اللهُ؟! |