أتـذكر..؟
تلك الطفلة التي إرتعش قلبها يوماً..
وجاءتك تبحث عن معانٍ..
لشعور غريب تملكها..؟
تسألك عن سر البريق..
عن ألوان الورد..المفروشة
على ارصفة الطريق..
أتذكر..؟
براءة ضحكاتها..لون عينيها..
خطوط كفيّها..علامات فيك لقدميْها..
أتذكر..؟
اتذكر بعدها..كم اشقتها الليالي..؟
وكيف جاءتْك مصدوعة من أنّات الاحتيال..
أتذكر..؟
لحظاتها التي عاشتها بين الآهات والظنون..
وكم انفطرت دمعاً..آآملة أن يتلقفها..قلباً حنونْ
أتذكرني يا بــحر..أتذكرني..؟؟
تركتْ بي الأيام حينها ما تركتْ..
واستوطن الروح الاختناق..
نُقِشَ الوشم بحبرٍ..أشد ايلاما من السُمِّ..
ولا له في الأمصلة ترياق..
حتى عصفوري..أتذكره؟
تكبدته الاحزان..وفارق ممشاي..
مودِّعني..بعزف افتراق..
وعربد الخوف في أشيائي..
فدندنت لحن الصمتِ..لأشُقَّ درب ظلام سمائي..
أتذكر..؟
كيف جئتك يوماً..بذاكرةٍ ممتلئةً بالأندابِ..؟
أتذكر كيف لاقيْتني..؟
وكيف ارتعدَتْ من حديثك الأهداب..؟
أتذكر..؟
ناديْتَني..والعمر يمضي..
مُعْلناُ..أنك تحمل بين شاطئيك..
أملا جديداً..
نورً..يتهادى بلوْن السحاب..
جزِعتُ رعباُ..حينها..
هربت منك..لأبتعد عني..!
وفي خافقي شوق..لأعود اليك..فأَسْمَعُني!!
وحثثت الخطى..فشلَّني هاجس الاخفاق..
أدماني صوت دمعي..الذي طلَّ من بين لهفة الأحداق..
ركضت لأبلغ أقصى المدى..
رافضةً..كل نغم منك يأتيني به الصدى..
ووقفت لألتقط النفس..فوجدتني بين يديه..!!
وكأنك تخبرني..أن القدر لا مهرب منه..الا إليه..
حسِبْته سرابا..
تلمسته برفق..
أرعشني حين مده يمينه..فأنا أعرف معالم يديه..
كانت في ذلك الحلم..قبل ان ألتقي عينيه!!
وابتسم..
فبدأت أبكي..
وألمِلم له العمر السارح مني..
من أقصى الجنوب..وبَعدَ الشمال..!
هرب الضباب ..وتلاشى كالظلال..
ونفضت عني..في حضرته..
هموما..قد تُثقل الجبال..
وأخبرتـــه..
نعم اخبرته..
أني ما عدت أرى في أيامي الا إدباراً..
فإن كنت وهما..فاستبِقَ الخطى..إرتحالا..
سفينة الاحلام يا سيدي خلّفتْني..وانطلقت تشق الدنا..إبحارا..
فرفقـاً بي..
فأنا ربيعي مُرُّ..
وبسمتي توارت منذ زمن..في انسحاب..
جرحي عميق..وانت آخر صفحات الكتاب..
شعاع السحر الذي..قد يبدد عني العذاب..
دفئي..اذا أفزعني الشتاء..
سَكَنِيْ النابض..في صمت المساء..
رفقاً بي..
فإن جئتني لترحل..
تمهل قبل الولوج واسمعني..
فحينها ستتكسر الأزاهر في عيني..
ويتصدع الوفاء..
تتمزق المشاعر ..
وينتحر الضياء..
فقد عشت العمر أبحث عن رفيق القلب..
ليضمني..اذا الكون عني نــاء..!
رفقا بي..
ودعك حينها من العتاب..
فهل يجدي العتاب ..اذا دثرنا التراب..؟!!
أتذكر يا بحري..أتذكر..
ها أنذا..
أمامك اليوم..
لكني..بلا دمع..بلا قهرٍ ..بلا نحيب..!
بلا قلبٍ خائفٍ..بلا وجع له في الدماء..دبيب!
نعم..
جئتك وكأني لم أبرح مكاني..
كأن يومي هو الأمس..
متعبة..مهزومة ..مجروحة الهمس..
بوجه الألم الدميم..
بذات النبض القديم..فقط..اهترء من السنين!!
وزد على الروح الشريده أنها..مثخنة بالأنين..!
على ذات مقعدي منك..تواترت السنون
واشتد العمر بي..وبدأت أهفو للجنون...
يالا سخرية الأيـــام..
!
!
لكن..
لا تحْسَبُني تلك الطفلة التي اتتك يوما ترتعد..
تُخْفي الحب بين كفَّيْها وعينيها..في خجل عجب..
تتحدى موجك ان يخبئ الهواء
كما تفعل حينما يداعب شَعْرها..
لا..لست أنا تلك..ولا من أتتك بعدها تبكي الحياة..!
قد غدوت أمرأة اخرى..
لن يصل عليل روحك لجراحها..
فقد اعتلت عرش البلاء..
وسَكَنَ الألم أنفاسها..حتى بات
يختنق منها الهواء..!
فلا سلوى تُعين..اذا نُزع الأمان من الارجاء
وعِشْت كمن يَعِش..ميت..في زمرة الاحياء!
لا تحزن لأجلي يا صديقي..
فقد كنت قاسمي دوما..معي..ومع رفيقي..
لا تحزن..وتغسلني بماء السماء,,
فطفلتك ماعادت تدْمع في شقاء..
أنا اليوم أخرى..
لا تفارقني ابتسامتي..
لا تنهار أركاني..
يرفع لي ربّي أعمدة الكبرياء..
مازالت ملامحي..تحملني إليك..
لأخبرك بما يجهله..
أسرُّ الاصدقاء..
اليوم أهديك حرفي..
وبعض روحي..
وعزف وتر اللقاء.!
وصنيعك لي اليوم..
ليس كتفاً..او حلما..
ليس قلبا...
بل وعــداُ..
أن تقبلني كما أنا..
فقد جئتك أحبو..
لأرحل بخطوات..
واعود..لأبقى..بين ذرات الحياة..
أنثى..
بلا احتواء..!!
shaimaa