انكشفت سوءة الصهاينة في غزة وظهر أمام العالم أجمع كيف يقهر الإيمان قوة الكفر .. وكيف يستطيع أن يمحو أثرها عندما تتهيأ له جميع أسباب النصر وعوامل القوة .. وظهر أمام كل ذي قلب أن الإيمان حينما يتمكن من القلب فيكون هو المحرك وهو الفاعل .. فإن قوة الساعد والسلاح مهما كانت ضعيفة فإنها بقوة الإيمان تستطيع أن تقهر أعتى القوى الكافرة وتردها إلى سنن الله التي لا تتغير.
ولا ندري ماذا يريد هؤلاء جيران غزة بالمجاهدين أحباب الله ؟ أيريدون أن يبيعوا فلسطين كما باع غيرهم من قبل ....؟! أم يريدون أن يتركوا السلاح والجهاد ويذهبوا وراء (الأسياد) في الأروقة والمؤتمرات يستجدون منهم الطعام والشراب أو ما يسمى بالاعتراف الرسمي ؟!... أيريدون أن يحولوا الأسلحة إلى أقلام يصيغون بها بنود المفاوضات وعناصر التنازلات ؟!!
أم يريدون من رجالات حماس الأبطال أن يهيلوا التراب على الدماء الزكية التي سالت .. والنفوس الطيبة التي أزهقت .. والأجساد الطاهرة التي تمتلأ بها أزقة غزة دفاعاً عن دين الله ؟!!...
أيريدون أن يقفوا أمام عدوهم أذلاء بعد ما أذاقوه الذل والعار في الدنيا .. وأن يقفوا أمام الله أذلاء أخزياء بما فعلوه يوم القيامة ؟!
ماذا يقولون يوم القيامة للشهداء الذين وضعوا رقابهم أمانة في أيديهم يوجهونها في سبيل الله حيث شاؤوا ؟!!!...
ماذا يقولون للأيتام الذين فقدوا آباءهم ؟ وللأرامل اللائي فقدن أزواجهن ؟ وللأمهات اللائي فقدن أبناءهن ؟!
أيريدون لأهل غزة الذلة والمهانة بعد العزة والفخار ؟!.. أيريدون أن يلطخوا أيدي المجاهدين بالعار فيضعونها في أيدي الصهاينة بعدما طهروها بالوضوء ؟! كلا – وألف كلا ... إن الأيدي المتوضئة لن توضع في يد كافر أبداً ... وإن دماء الشهداء التي ترفع فيها كلمة لا إله إلا الله .. لن تضيع هدرا .. وأن رئيس الوزراء الشرعي إسماعيل هنية لن يبيع الدماء الغالية بالعروض الرخيصة كما باع الخونة الضفة .. ولن تضع حماس السلاح حتى ترفرف رايتها فوق القدس وحتى تقر عين كل أم .. وتجف دعوة كل يتيم .. ويلتئم جرح كل أرملة وتقر روح كل شهيد .. وتملأ رائحة الدماء الزكية ربى فلسطين .. حينئذ .. يفرح المؤمنون بنصر الله .