في ركضه اللا منتهي .. وطأهم الزمن بقدميه وترك على الوجوه حفر البؤس وتيبسات الحرمان ..
هم كالمتشدقين بقيم لا يحملون منها إلا حروفها , ينادون على فواكه لم تمنحهم شيئا من نضجها ومذاقها , بين عقوق الزمن وبخل الفواكه تمتد حناجرهم بالنداء وتنتظر الرجع نقوداً تتورم به جيوبهم الضامرة ...
في لهاثهم المتواصل خلف أشعة الحياة , أنفاسهم المتكئة على رائحة الفواكه يعترضها عطر يطوي في توغله خلجاتهم حد التنهد , بلاهة الموقف تهوي بهم في أخاديد التعثر الكلامي ويأتي السؤال الأبكم ركضاً يرتقي سلالم الصمت نحو عبق توقفت حركة دوران الأحداق عنده .
المرابطون على أرصفة التسوق , فاكهة تجتاح سوقهم دون طلائع .....
تلك الأنثى / الفاكهة .. مفاتن جسمها برزت كأنها أسلحة تذود عن العباءة مخاوف أرغمتها على الالتصاق بجسدها , نظراتها الساخنة أضرمت في أحضان اللا وعي عندهم نار الغواية وأيقظت ضوءاً سقط في أشداق الظلام نوماً طويلا , خطوها غرور يمارس شطب وجود الآخرين ويقبض بيد من مسامير نبض أولئك الذين اختالتهم الأشواق ....
لا جيوب مقاومة , نحو العزّل أسلحتها الفتانة تواصل الزحف , وقع خطاها يتردد في الصدور أنّات , المشاعر هتاف , الأنفاس آذان صاغية , كـ رائحة المطر يتقدّمها عطرها .. وميض لحظها بين جفون الشجن أخذ مقعده , اتخذ من منابع الدمع متكئاً وهدهد المستحيل ..أجرى مياه الممكن على بذور الخطيئة وأطلق عصافير التمني من أقفاص غلّفها الصدأ ....
هل كانت ظلاً يحضن صيفهم ..أم كانت سخرية حياة لا أكثر .. ومازالوا في كهف الأسئلة نائمين .
لـ الطبيعة قانون أفاقوا على كلمته , لكل شروق مغيب , في معية الغروب رحلت , كانت حلماً تحنّت به أكف مشاعرهم الممتدة خطيئة .. في لحظة تفاعلات الوجد على اغماضة الفقد ترنحت ..انطفأ نورها وتحسس الباعة في سكون الظلام طريقهم صوب أطلال واقعهم الباهت ..........
هل ستبرح ذاكرتهم ذات نسيان ؟ ..الأخطاء أكثر الأشياء تجذراً في الذاكرة !
يوسف الحربي