فتواكَ ، تنطقُ بالسماحِ وبالجوازِ
وبعكسِ ما أفتى به شيخُ الحجازِ ..
وأنا إليكَ ، برغم كلِّ تجاربي
أنحازُ أحياناً ،
وأخطئُ في انحيازي
وأعودُ للرحمنِ أطلبُ عفوهُ
لتجاوزي ، بعضَ الحدودِ ، ولاجتيازي
كم مرةً أوقعتني في ورطةٍ
ومضيتَ بي نحو الرزايا والمرازي
كم مرةً كفَّنتَ مَن أحببتَهُ
ودفنتَه بين الأحبَّةِ باحتراز
كم مرةً عزَّيْتني في راحلٍ
وقَبِلتَ مني ، بعدما رحلَ ، التعازي
كم مرةً غافلتني ؟! وفتحتَ نفـ
سكَ ، يا شقيُّ ، لكل محتلٍ وغازِ
كم مرةً ضلَّلْتني باسم الهوى
ولعبتَ بي ،
يا مستغِلُّ ، ويا انتهازي
كم مرةً حاولتَ أن تبتزَّني
فمتى تكُفُّ ؟!
متى تكفُّ عن ابتزازي !
يكفيكَ أنك لم تزل حيَّاً فحلِّـ
ـقْ في الفضا
حراً طليقاً مثل بازِ
لا تدنُ من بحر الهوى أبداً تخيَّـ
ـلْ موجَهُ ، إن شئتَ ،
واسبحْ في المجازِ
عبثاً تغيِّرُ ، إن أردتَ ، ثوابتي
وتهزُّ لي ، متوهماً ،
نُقَطَ ارتكازي
خطَّان نحن تقاطعا يوماً فدعـ
ني ، كي أسيرَ ،
وسرْ على خطٍ موازِ
***
يا قلبُ !
يكفي ما جرى
واعزفْ على
وترٍ ، إذا ما اهتزَّ يتبعه اهتزازي
لا .. لا تُكَرِّرْ الاسطوانةَ نفسَها
فلقد سئمتُ أنا ،
من اللحن النشاز
لا شيءَ يُطربني ، سوى معزوفةٍ
للأرضِ ،
أسمعُها ، فأشعرُ باعتزاز
رفحُ ،
النصيراتُ ،
الخليلُ ،
جباليا
يافا ،
جنينُ ،
القدسُ ،
غزةُ ، والمغازي
هم هؤلاء هوايَ ، والحبُّ الوحيـ
ـدُ ، لديَّ ،
واللحنُ المُفضَّلُ بامتيازِ ..!