|
شَهيدَ غَزَّةَ لا شِعْري وَلا كَلِمي![](clear.gif) |
يُوفِيكَ حَقّاً وَقَد أُحْييتَ في الكَلِمِ |
فأينَ رِزْقُ قَريضٍ بِتُّ أقْرِضُهُ![](clear.gif) |
مِمَّا رُزِقْتَ لَدىَ الرَّزّاقِ والحَكَمِ |
وإنْ أقَمتُ قُصوراً مِنْ ذُرا فَعَلُنْ![](clear.gif) |
فَهَلْ تُباري قُصورَ الخُلْدِ في القِمَمِ |
وَأيْنَ قَدْري إذا ما ساقَنا مَلَكٌ![](clear.gif) |
إلى المَليكِ وَكانَ القَدْرُ بالهِمَمِ |
فاشْفَعْ كَما شِئْتَ قَد أوتيتَ مَكْرُمَةً![](clear.gif) |
وَذاكَ خَصْمُكَ في الأصْفادِ فاخْتَصِمِ |
وَاسْألْ طُغاةَ الدُّنىَ والحَقُّ مُنتَصِرٌ![](clear.gif) |
مَنْ مِنْكُمُ اليَوْمَ أمْسىَ غَيْرَ مُنْهَزِمِ |
وَاذْكُرْ زَماناً لَهُمْ في الأرْضِ مُنْصَرِماً![](clear.gif) |
وكَيْفَ عاثوا فَساداً دونَما حُرُمِ |
شادوا لِطُغْيانِهِمْ صَرْحاً بِزائِلةٍ![](clear.gif) |
وَكُلُّ صَرْحٍ طَغىَ إنْ عادَ يَنْهَدِمِ |
غَرَّتْهُمُ القُوَّةُ الحَمْقاءُ تَدْفَعُهُمْ![](clear.gif) |
إلىَ الحَضيضِ بِلا دينٍ وَلا قِيَمِ |
وَهُمْ كثيرٌ وَإنْ كانوا سَواسِيَةً![](clear.gif) |
قَدْ سادَ وِسْواسُهُم والسَّمْتُ في الخَدَمِ |
أغْواهُمُ الكُفْرُ فانْساقوا جَبابِرةً![](clear.gif) |
واليَوْمَ سيقوا إلىَ الجَبَّارِ مُنْتَقِمِ |
وَكُلُّ عَيْنٍ لَهُمْ في العَرْضِ زائِغَةً![](clear.gif) |
تَرىَ بِدايَتَها في سُوءِ مُخْتَتَمِ |
فانْظُرْ مَنازِلَهُمْ في بِئْسَ هاوِيَةٍ![](clear.gif) |
وَاشْهَدْ مَصارِعَهُم في سَاحَةِ النَّدَمِ |
فَأيْنَ هُمْ مِنْ مُنِيْراتٍ مُعَلَّقَةٍ![](clear.gif) |
بِالعَرْشِ تأوي لَها رُوحُ الشَّهيدِ سَمي |
وَأيْنَ هُمْ مِنْ جِنانِ الخُلْدِ تَدْخُلُها![](clear.gif) |
فَتِلْكَ عَدْنٌ وَتِلْكََ الحُورُ فابْتَسِمِ |
وَخُذْ مَكانَكَ بَيْنَ الصَّحْبِ مُتَّكِئاً![](clear.gif) |
عَلىَ الأرائِكِ وَانْظُرْ ها هُنا وَدُمِ |
فَذاكَ وَعْدُكَ في الأخْرىَ تُناظِرُهُ![](clear.gif) |
وكُلُّ أمْرِكَ في الأولىَ لَمَا يُضَمِ |
وَكُلُّ شَأْنِ الدُّنىَ قَدْ باتَ مُنقَضِياً![](clear.gif) |
وَكُلُّ شَيءٍ بِها أفْضىَ إلىَ العَدَمِ |
فاذكُرْ بَلاءََكَ في الدُّنْيا وَغابِرِها![](clear.gif) |
فَقَدْ بُليتَ بِمُرِّ القَهْرِ وَالألَمِ |
إذْ أخْرَجَتْكَ ذِئابُ الإنْسِ غاصِبَةً![](clear.gif) |
أرْضاً وَداراً وَزَيتوناً إلىَ الخِيَمِ |
مَحَوا فَلسْطينَ حَرْفاً في خَرائِطِهِمْ![](clear.gif) |
وَأطْلقوا وَصْفَ إسْرائيلَ بِالزَعَمِ |
سََبْعونَ عاماً وَمازالَتْ مَجازِرُهُمْ![](clear.gif) |
في كُلِّ سِفْرٍ لَدىَ التَّاريخِ كَالوَرَمٍ |
وَكُلُّ سَطْرٍ بِها يَصْطَكُّ مِنْ فَزَعٍ![](clear.gif) |
وَكُلَُ حَرْفٍ بِها يَلْتاعُ مِنْ جُرُمِ |
فَاقْرََأ هُنالِكَ أحْداثاً مُرَوِّعَةً![](clear.gif) |
بِدَيْرِ ياسينَِ والأقْصىَ وَما انْكَتَمِ |
فَالعًيْنُ وَالْلِدُّ والصِفْصافُ أوْ صَفَدٌ![](clear.gif) |
أصابَها القَرْحُ مِثْلَ القُدْسِ والتُّخَمِ |
وَتِلكَ حيفا وَيافا إنْ تَسَلْ وَجَمَتْ![](clear.gif) |
وَخانُ يونُسََ أوْ نابُلْسَ تَتَّهِمِ |
وَهاتِ قَبْيَةَ وَالطَنْطورَ أوْ رَفَحَا![](clear.gif) |
تَحْكي لِرَمْلَةِ والسَّمُّوعِ عَنْ الأََََثِمِ |
حَتَّىَ المُخَيَّمَ في لُبْنانَ سائِرَهُ![](clear.gif) |
بِهِ الكَوارِثُ مِنْ صََبْرا لِكُلِّهِمِ |
وَمَزَّقوا جَسَداً قَدْ كانَ مُتحِّداً![](clear.gif) |
إلىَ شَتاتٍ وَأجْزاءٍ وَمُنْفَصِمِ |
أَمْسَتْ فَلَسْطينُ ثَكْلىَ بَعْدَ دَوْلَتِها![](clear.gif) |
وَقُسِّمَتْ بِقَرارٍ مِنْ خَنا الأُمَمِ |
فَمَهَّدوا الأرْضَ لِلصُّهْيونِ يَقْطُنُها![](clear.gif) |
في القَلْبِ مِنْ أُمَّةِ الإسْلامِ بِالضِيَمِ |
فَكانَ ما كانَ مِنْ حَرْبٍ وَمُعْتَرَكٍ![](clear.gif) |
وَصارَ ما صارَ مِنْ خُذلانِ بالقِمَمِ |
وََمِنْ صِراعٍ وَثَوْراتٍ بِلا عَدَدٍ![](clear.gif) |
إلىَ لِجانٍ وَتَسْليمٍ بِلا غُنُمِ |
وَضاعَ حَقُّكَ حَتَّىَ بِتَّ مُحْتَجَزاً![](clear.gif) |
في ضَفَّةٍ أو قُطاعٍ أو لَدىَ ابْنِ عَمِ |
وَفي الظَّلامِ يَدُ الموسادِ زاحِفَةٌ![](clear.gif) |
وَسُمُّ فَرِّقْ تَسُدْ تُخْفيهِ في الدَّسَمِ |
فَأوْقَعَتْ فِرَقاً في الشَّرْكِ غافِلةً![](clear.gif) |
وَاسْتَقْطَبَتْ فِئَةً مِنْ بائِعي الذِّمَمِ |
فَكانَ أَنْ أَضْعَفَتْ أَيْدي مُقاوَمَةٍ![](clear.gif) |
وَكانَ أَنْ شَتَّتَتْ جَمْعاً لِمُلتَئِمِ |
وَحانَتِ السَّاعَةُ المَضْبوطُ عَقْرَبُها![](clear.gif) |
لِلَدْغِ ما عَقَروا قَبْلاً بِنابِهِمِ |
شَقُّوا الصُّفوفَ لِكَي تَرْضىَ بِما فَرَضوا![](clear.gif) |
وَأخْضَعوا سُلْطَةً أَضْحَتْ كَما النَسَمِ |
بَذَلْتَ جَهْداً لِلَمِّ الشَّمْلِ فَاخْتَلَفوا![](clear.gif) |
وَرُمْتَ حَلاًّ لِرَأبِ الصَدْعِ لَمْ يُرَمِ |
فَكَيْفَ تَرْضىَ بِتَوقِيعٍ كَما اشْتَرَطوا![](clear.gif) |
عَلىَ صُكوكِ فَلَسْطينَ لِمُسْتَلِمِ |
كَظَمْتَ غَيْظَكَ حِيناً لا تُجادِلُهَمْ![](clear.gif) |
وَرُحْتَ تَصْبِرُ أحْياناً عَلىَ الكَظَمِ |
فَقاطَعوكَ لِكي يََقْضوا عَلىَ فِئَةٍ![](clear.gif) |
أبَتْ عَلىَ نَفْسِها اسْتِسْلامَ لِلرِمَمِ |
حَتَّى انْتَفَضْتَّ وَلَمْ تَرْضَخْ لِسُلْطَتِهِمْ![](clear.gif) |
فَلَنْ تُوَقِّعَ مَهْما كَانَ مِنْ نَقَمِ |
فَتِلكَ أرْضي بِإذْنِ اللهِ أُرْجِعُها![](clear.gif) |
وبِالجِهادِ وَبَذْلِ الرُّوحِ والغُرَمِ |
ويافَلسْطينَ مَهْما مَرَّ مِنْ زَمَنٍ![](clear.gif) |
فَأنْتِ عائِدَةٌ يَوماً إلىَ الرَحِمِ |
فَلا اعْتِرافَ بإسْرائِيلَ أقبََلُهُ![](clear.gif) |
وَلَنْ يَعودَ الحِمىَ إلا بِمُقتَحِمِ |
فَحاصَروكَ لِكي يُمْلوا شُروطَهُمُ![](clear.gif) |
فَكُنْتَ في غَزَّةَ العَزْلاءَ كالهَرَمِ |
وَما تَراجَعْتَ يَوْماً قَيْدَ أُنْمُلَةٍ![](clear.gif) |
وَما تَنازَلْتَ عَنْ حَقِّ لِمِلْءِ فَمِ |
وَهَل يُفارِقُ حَقاً غَيْرَ ذي أرَبٍ![](clear.gif) |
وَهَلْ يُوافِقُ غَبْناً غَيْرَ ذي وَصَمِ |
ولَيْسَ مَنْ يَرفَعُ الرَّاياتِ لاهِيَةً![](clear.gif) |
كَمَنْ يُخَضِّبُ ثَوْباً في الوَغىَ بِدَمِ |
وَسائَهُمْ فيكَ إسْلاماً لا تُقايِضُهُ![](clear.gif) |
مَهْما يُحاوِلُ عَبدٌ مِن بَني نَعَمِ |
أصْبَحْتَ رَمْزاً لِمَنْ لا يُشتَرىَ أبَداً![](clear.gif) |
وَمَنْ يُجاهِدُ لا يَلوي عَلىَ أمَمِ |
وَغاظَهُمْ فيكَ عَزْماً لَم يَلِنْ أبَداً![](clear.gif) |
حَتّىَ وإنْ فاضَ فِيكَ الكَيْلُ بالضِيَمِ |
فلَمْ يَكُنْ لَهُمُ كي يَكْسِروكَ سُوىَ![](clear.gif) |
آلاتِ جَيشٍ تُبيدُ الأُسْدَ في الأُجُمِ |
لا بِدْعََ أنْ يَزحَفوا والغِلُّ يَسْبِقُهُمْ![](clear.gif) |
فَهُمْ عَدُوُّ وبِالمِرصادِ مِن قِدَمِ |
فَكَمْ ناهَضوا دَوْلَةَ الإسْلامِ مُذْ نَهَضَتْ![](clear.gif) |
وَناصََبوها عَداءً كَيْفَما التُّهَمِ |
وَحارََبُوكَ جَميعاً وَيْلَ مُعْتَرِضٍ![](clear.gif) |
يَأبىَ انْصياعاً كَما القُطْعانِ وَالغَنَمِ |
ما اسْتَهْدَفوكَ بِحَرْبٍ حِينَ سَطوَتِهِمْ![](clear.gif) |
إلا لِكَي يَقْهَروا الإسْلامَ مِنْ نَقَمِ |
فاذكُرْ صُمودَكَ حينَ الكَرِّ مُحْتَدِمٍ![](clear.gif) |
بِرَبعِ غَزَّةَ يَوْمَ الحادِثِ العَمَمِ |
بَرْقُ وَرَعْدٌ وتَدميرٌ ومَحْرَقَةٌ![](clear.gif) |
سَفْكٌ وقَتْلٌ وَإزْهاقٌ بِمُرْتَطِمِ |
بِالصَّقْرِ والنِّسْرِ والأسْيافِ قَدْ قَدِمَتْ![](clear.gif) |
أفْيالُ إبْرَهَةٍ والنَّجْمُ في العَلَمِ |
جاءَتْ إلىََ كَعبَةٍ أضحَتْ مَآذِنُها![](clear.gif) |
رَمْزَ الجِهادِ وََشَقَّتْ داجِىَ الظُلَمِ |
وَأنْتَ أعْزَلُ لا تَحْميكَ أسلِحَةٌ![](clear.gif) |
فَقَدْ مُنِعْتَ مِنَ التَّسْليحِ وَيحَهُمِ |
وَقادَةُ العالَمِ المَوصومِ قَد مَرِضوا![](clear.gif) |
جَميعُهُمْ بالعَمىَ والبُكمِ والصَمَمِ |
لكِنَّ أيدِيَهُمْ لِلعَزلِ قابِضَةٌ![](clear.gif) |
فَكنتَ وَحدَكَ والأحزابُ في تَمَمِ |
وَرُحْتَ تَسْألُ رَبَّ النَّاسِ مُحتَسِباً![](clear.gif) |
خَيْرَ الجِهادِ وَتَثبيتاً بِمُلتَحَمِ |
قاتَلْتَ تِرْسانَةً للهودِ تدْعَمُها![](clear.gif) |
قُوىَ الصَّليبِ وأشْياعٌ مِنَ النُّظُمِ |
ما بَيْنَ مُسْتَتِرٍ يُخْفي خِيانَتَهُ![](clear.gif) |
وَسَافِرٍ كافِرٍ يَغْلو مَعَ اللَمَمِ |
ما كانَ حِلفاً لِغَزوٍ بَل لِمَجزَرَةٍ![](clear.gif) |
تُفْني الدِّيارَ بِمَنْ فيها بِمُجتَرِمِ |
فَبِالصوارِيخِ والفُسْفُورِ أبْيَضِهِِ![](clear.gif) |
أرْدوا النِّساءَ وأرْدوا الطِّفْلَ والهَرِمِ |
لَمْ يَكسِروكَ بِرَغْمِ النَّسْفِ فادِحِهِ![](clear.gif) |
وَلَمْ يَصُدُّوكَ رَغْمَ الثَكْلِ واليُتَمِ |
وَقَفْتَ وَقفَةَ عِملاقٍ بِمَوقِعَةٍ![](clear.gif) |
بِلا نِزالٍ فلا سَيْفانِ بَل حُمَمِ |
خَلْفَ الحُصونِ تَوارَوا تِلْكَ عَادَتِهِمْ![](clear.gif) |
فالجُبْنُ خِصْلَتِهِمْ والخَوْفُ في الوَسَمِ |
فَمِنْ مُدَرَّعَةٍ أو حِصْنِ طائِرَةٍ![](clear.gif) |
يَرمونَ قُنْبُلةً والغَدْرُ في اللَغَمِ |
وَما تَوانَوا فَكانوا مِنْ شَراسَتِهِم![](clear.gif) |
يُلقونَ أثْقالَهُمْ في الضَّوْءِ والعَتَمِ |
وَقَد خُذِلْتَ فلا تَسْليحَ مِنْ عَرَبٍ![](clear.gif) |
وَقَدْ عُزِلْتَ فلا تَصْريحَ مِنْ عَجَمِ |
وَغَلَّقوا دُونَكَ الأبْوابَ تَطْرُقُها![](clear.gif) |
فَليْسَ مِنْ مَنفَذٍ إلا بِمُلتَزِمِ |
قَدّوا القَميصَ فَما أغْوَتْكَ حاجَتُهُم![](clear.gif) |
فَكانَ سِجْنُكَ دونَ الصَّحْبِ والحُلُمُ |
وَخَابَ تَأويلُهُمْ في حَسْمِ مَعْرَكَةٍ![](clear.gif) |
فَلا فَلسْطِينَ بِاسْمِ الحَلِّ والسَّلَمِ |
وَالغَرْبُ يََسْعىََ لِطِفلٍ ما لَهُ وََطَنٌ![](clear.gif) |
وَلَيْسَ عُدوانُ صُهيونٍ سُوىَ الوَحَمِ |
وَشَعْبُ غَزَّةَ في السَّاحاتِ يَرجُمُهُمْ![](clear.gif) |
وَهَلْ لِمَنْ حَمَلَتْ إثماً سُوىَ الرُّجَمِ |
فما رَمَيْتَ ولَكِن قَدْ رَمىَ صَمَدٌ![](clear.gif) |
فَليْسَ رَمْيُكَ إنْ أحْصَيْتَ كَالرَقَمِ |
وَما كَتَبتَ شُروطاً دونَ مُقتَدِرٍ![](clear.gif) |
في الذِّكرِ أقسَمَ بَعْدَ النُّونِ بِالقَلَمِ |
لاقَيْتَ جَحْفَلَ صُهيونٍ بِلا عُدَدٍ![](clear.gif) |
فَفَرَّ مِنكََ فِرارَ المُذْنِبِ الأَثِمِ |
فَكَيْفَ لَوْ كانَ في أيْديكَ أسْلِحَةٌ![](clear.gif) |
مِن صِنْفِ أسْلِحَةِ التَّدْميرِ مِثلَهِمِ |
فَقَدْ صَبَرتَ إلىَ أنْ جاءَ مُلتِحِماً![](clear.gif) |
جُنْداً لِجُنْدٍ فَذاقَ المَوْتَ والصَّلَمِ |
وَما استَطاعَ اقتِحاماً للمَدائِنِ فَما![](clear.gif) |
لَدَيهِ الشُجاعُ الذي يَعْلو ذُرا السَنَمِ |
فَلَيْسَ يَعْرِفُ حَرْباً في مُواجَهَةٍ![](clear.gif) |
وَليَسَ يَعْرِفُ الاسْتِشهادَ والشَمَمَ |
فَكُلُّ غاياتِهِ دُنْيا تُهَدهِدُهُ![](clear.gif) |
فَكَيْفَ يُبلي بَلاءَ الليْثِ في الأَكَمِ |
فَذاكَ جُندٌ جَبونٌ لا يُنازِعُهُ![](clear.gif) |
في الجُبنِ جُرْذٌ فَقُلْ لِلعَيْنِ لا تَنَمِ |
وَجَرَّ أذْيالَهُ وَالذُّلُّ يَلحَقُها![](clear.gif) |
وَعادَ أدْراجَهُ جَيْشاً لمُنْهَزِمِ |
أَمَنْ يَفِرُّ يُباري الرِّيحَ يَسْبِقُها![](clear.gif) |
كَمَنْ يَكِرُّ يُباري الرُّوحَ في القَسَمِ |
وَمَنْ يُريدُ نَصيباً لا بَقاءَ لَهُ![](clear.gif) |
كَمَنْ يُصيبُ مُراداً في الخُلودِ نَمي |
لَو حُورِبَتْ أََيَُّ أرْضٍ مِثْلَ حَربِهِمِ![](clear.gif) |
لاسْتسْلَمَتْ دونَما شَرْطٍ بِلا نَدَمِ |
لَكِنَّ مِثْلَكَ يَحْيا في مَبادِئهِ![](clear.gif) |
وَدونَ تَفْريطِهِ فيها طِلا النُجُمِ |
وَكانَ مِنْ سُخْفِهِمْ أنْ يَدَّعوا كَذِباً![](clear.gif) |
بِأنَّهُمْ حارَبوا للسِّلْمِ مِنْ كَرَمِ |
سَمّوا جِهادَكَ إرْهاباً يُرَوِّعُهُمْ![](clear.gif) |
وحِزبَ شَرٍّ بِلا خَيْرٍ وَلا قِيَمِ |
وَقَدْ تَحاجَوا فَما راجَتْ لَهُمْ حُجَجٌ![](clear.gif) |
فَكُلُّ ذَلِكَ يَسْتَعصي عَلىَ الفَهِمِ |
فَأيُّ سِلْمٍ مَعَ المُحْتَلِّ مُغْتَصِباً![](clear.gif) |
وَأيُّ سِلمٍ إذا القِسْطاسُ لَمْ يُقَمِ |
وَمَنْ يُريدُ سَلاماً لَيْسَ يَفرِضُهُ![](clear.gif) |
فَرضاً بِمَذْبَحةٍ للطِّفْلِ في الظُلَمِِ |
شَهيدَ غَزَّةَ حَدِّثْ أيَّما شَرَفٍ![](clear.gif) |
فَقَد بُليتَ فَلَمْ تَجزَعْ وَلَم تَلُمِ |
لَكَ الفَخارُ فَقَدْ أرْدَيْتَ مُعْتَدِياً![](clear.gif) |
فَرداً بِلا قُطُزٍ أوْ غَوْثِ مُعْتَصِمِ |
وَما تَوَلَّيْتَ حِينَ القَصْفِ مُلتَهِماً![](clear.gif) |
وَما تَوانَيْتَ حينَ المَوْتِ في نَهَمِ |
وَزُدْتَ عَنْ كَعْبَةِ الأبْطالِ تَمْنَعُها![](clear.gif) |
وَلَيْسَ مِنْ زَمْزَمٍ أوْ أشْهُرٍ حُرُمِ |
حَرَّمْتَ غَزَّةَ والأعْداءُ تَطلُبُها![](clear.gif) |
وَما التَفَتَّ إلىَ نُوقٍ كَمُنْصَرِمِ |
فَارْتَدَّ صُهْيونُ لِلدَهْماءِ مُنْسَحِباً![](clear.gif) |
مِنْ غَيْرِ مَنٍّ وَلا سَلْوىَ وَلا غِيَمِ |
وَراحَ يَقْذِفُ مِنْ بُعْدٍ قَذائِفَهُ![](clear.gif) |
فَقُبْحَ حَرْبٍ لِذي الرِّعْديدِ والبَشِمِ |
وَاغَتالَ جِسْمَكَ أنْذالٌ بِقُنْبِلَةٍ![](clear.gif) |
وبِالمُحَرَّمِ مِنْ صارُوخِ أوْ دَنَمِ |
فَجُدْتَ بِالرّوحِ حَيّاً لا تُراوِدُها![](clear.gif) |
وَلا تُراوِدُ فيكَ الجِسْمَ كي يَدُمِ |
فارَقْتَ دُنْيا بِها الإنْسانُ مُقْتَتِلٌ![](clear.gif) |
أعْماهُ كُفْرٌ بِمَنْ سَوّاهُ مِنْ عَدَمِ |
وَلَيْسَ كُلُّ بَصيرٍ مَنْ لَهُ بَصَرٌ![](clear.gif) |
وَلَيْسَ كُلُّ ضَرِيرٍ مَنْ يُقالُ عَمي |
حَرَّرْتَ نَفْسَكَ مِنْ سِجْنٍ بِفانِيَةٍ![](clear.gif) |
وَدُونَ قَيْدِكَ مُرُّ النَّزْفِ والأَلَمِ |
وَالحُرُّ يَبْقىَ عَزيزاً ما جَرىَ دَمُهُ![](clear.gif) |
والعَبْدُ يِبْقىَ ذَليلاً ما جَرىَ لِدَمِ |
نَصَرْتَ رَبَّكَ بالإقْدامِ مُحْتَسِباً![](clear.gif) |
وَأيْنَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلٍ بِلا هِمَمِ |
كَفاكَ رَبُّكَ بالإيمانِ عَنْ هُبَلٍ![](clear.gif) |
فَكانَ نَصْرُكَ بِسْمِ اللهِ لا الصَّنَمِ |
ويَومَ نُبْعَثُ نَحْيا مِنْ مَراقِدِنا![](clear.gif) |
وَأنْتَ حَيٌّ مَعَ الأحْياءِ لَمْ تَنَمِ |
شَهيدَ غَزَّةَ ما نامَتْ لنا مُقَلٌ![](clear.gif) |
وَما جَبُنَّا فَسَلْ مَنْ قادَ وَاتَّهِمِ |
وَلا تَقُلْ في شِعوبِ المُسْلمينَ كَما![](clear.gif) |
قالَ الأعادي وَقُلْ ما شِئْتَ في النُظُمِ |
فَالأُسْدُ راسِفَةٌ في القَيدِ مُرْغَمَةً![](clear.gif) |
لَوْلا القُيودِ لَلَبَّىَ ألفُ مُعتَصِمِ |
وَتِلكَ دُنْيا وَأيَّامٌ يُداوِلُها![](clear.gif) |
رَبُّ الأنامِ الذي إنْ شاءَ يَقْتَسِمِ |
غَداً تَعودُ إلىَ الإسْلامِ دَولَتُهُ![](clear.gif) |
إذا حَرِصْنا عَلىَ المِنْهاجِ في الكَلِمِ |
شَهيدَ غَزَّةَ قَدْ أحْيَيَتَ لي قَلَماً![](clear.gif) |
وَكُنْتُ أسْجَيتُهُ في قَبْرِ ذا العَلَمِ |
بَذَلْتُ حَرْفي وَلَنْ أُوفيكَ يابَطَلاً![](clear.gif) |
وَإنْ لَثَمْتُكَ مِنْ رَأسٍ وَمِنْ قَدَمِ |