في آذار ومع البحر والشتاء والقمر لي هناك موعد لا أخلفه كل عام ، وهذا العام كان غريبًا بعض الشيء ، آذار هذا العام أثقل كاهلي بأحمال لم أكن أتوقعها ، وما يقال قد قلته وما لا يقال لم أقله لأنّه خاص جدًا .
في آذار رأيت الشمس ذات يوم في كبد السماء تطلق لهيبًا لم أعهده من قبل ، فجلست بصمت أراقب خيوط اللهيب وهي تخترق العظام و فجأة أمطرت السماء بغزارة ؛ فحملت مظلتي ومشيت فأشار النّاس إليّ وإلى الشمس بتعجب ! ثم أخفيت المظلة في قلبي وتابعت سيري فأشار النّاس إلى المطر وإلى مظلتي في دهشة غريبة : لمَ لا يستعمل مظلته ؟ وقديمًا قالوا رضا النّاس غاية لا تدرك والآن أقول فهم النّاس غاية تدرك و قد لا تسرك .
في آذار هذا وجدتني بلا ماء يطفئ ظمأ أمنية تنازع الجفاف يا ابنة العراق الحر .
تقديري واحترامي