مرحبا ..
غنوا معي أنْ لا حياة َ هنا تسرُ العاقلين ولا عقولٌ تستطيعُ العيشَ في رأس ٍ تموتُ من الغلاءِ ولا جنون ٌ سوف يكفي للغناءِ على جراحي ،،
يا أيها المتفرجونَ الصامتون إذا أردتم أن تسموا دمعتي هذي بجاحة ، فليكن هذا ولكنْ سوفَ تعصفكم رياحٌ لا تحمل إلا فقراءً .
،،
المكانُ الحقير هو / غزة ..
ستقولونَ " ما هذا "
هذا أحد العالقين بحب غزة ، أحدُ الحالمينَ بموطن ٍ خال ٍ من التنابل ِ والتنابـُل ، هذا أنا ..
الزمان /
هذا الزمان الستمرُ المغبهرّ الشارد المشحون سلبا ً والذي فيه امّحت كل الملامح ِ في قضية عالمية .
القضية /
" الحياة "
،،
آدمُ وحواء ، الجنة ، النار ، من زجاجة ، من تراب ، من ماء ، من شيء غريب ، من صدفة ، من الانفجار العظيم ، من لعنة عابرة في مزاج إله .. بدأتْ .
،،
الحبكة /
لا أحب التراجيديا ، ولا أجد النية لقلب المنطقة إلى سواد دامس ، لولا أن الله خلقني هنا .. على كوكب الأرض في زمن أزمة الرهن العقاري .
تمتلئ البلدة ُ بالفقراء ، هذا يشحذ ُ على بابِ المسجد ، المسجدُ المليء بالمتنابلين على سذاجةِ هذا العالم الحقير " ..
هذا موقوف ٌ لأنه لا يحب رئيس الحكومة الجديدة ، وهذهِ تحاولُ أن تجد ثمن " علبة سجائر " في الجيبة الداخلية لـصاحب " نفق " على الحدود المصرية الفلسطينية .
هذا يقيسُ لحيته كل صباح أمام المرآة ِ ويسأل زوجته عن لون العباءة المناسبة لعشاء اليوم عند أحد الأخوة أو الأصدقاء .
هذا يلعب بشعر حبيبته ويعد أصابعها عن بعد ،
هذا يسألُ الهاتفَ " عن مزاج أبيه " .. وأبيه هناك .
هذا يسألُ " من قتل أخي في المظاهرة " ضد الاحتلال " التي تحمل ُ راية ً غير خضراء .
هذا يكدح طول النهار ، في بيت " صاحب نفق " حصل على الاسمنت " بسهولة " فهو لا يعاني من الحصار كباقي الشعب ، ويشتري " الاسمنت " بسعره في " مصر " عبر الحدود المصرية الفلسطينة ، والكادح ُ يأخذ أجرا ً لا يعادلُ " نصف ثمن كيس الاسمنت بعد الحصار " ..
هذا " يراسلُ "الخارج" ليأخذ قرارا ً منه ، يقضي بأن " يتم اطلاق صاروخين اليوم " ،،
هذا يسألُ الخارج " عن الميزانية " ، " الميزانية هي راتب المجاهد - في احدى الحركات الحالية " .
...
هذا لم يكن فقيرا ً قبل فترة من الزمن ، وصار فقيرا ً " بقدرة قادر " ، ولم يغير مهنته ، بل أنه كان يبيع " شاي " على باب أحدى المستشفيات ، ورفع سعر " الكاسة " من نص شيكل إلى شيكل ، وتوقع أن يصبح غنيا ،، فكيف َ صار فقيرا ً ..
،،
صاحب النفق يشتري الكاسة ولو كانت " بعشرة شيكل " ، أو يشتري بائع الشاي ويجعله خادما ً في النفق ، يموتُ إذا اختل توازن التربة في وقتٍ عشوائي ما ، والحكومة قالت / على صاحب النفق أن يدفع الدية للعامل الميت ، وصاحب النفق يدخل عليه في اليوم ما يعاد أربع ديات ,,
صاحب النفق يشتري أيضا " خضار وفواكه " بكثرة ,,, ولا يفاصل أو يخاصم اي تاجر ، فهو أيضا ً " تاجر " ويعلم ما يعانيه التاجر أمام من يخاصمه على الأسعار .. يزداد الطلب على الفوواكه فيرتفع السعر حسب النظرية الكينزية للاقتصادي " المهمش في غزة " كينز " .
العامل الذي انقطع عن عمله ، ينتمي لحركة مجاهدة " ليحصل على " الميزانية " ، صدقوني . . . ( إلا من رحم ربي في زمن اللا رحمة . )
الميزانية للعامل المجاهد برتبة عنصر " مستجد " ، لا تكفي لشراء عشرة كلوات من البازيلاء .. الطازجة .
البازلاء الطارجة مقطوعة ، وتباع بسعر مضاعف إذا أدخلها صاحب النفق إلى البلد ..
الحكومة تقول ،،،،
الأنفاق ضرورية للعيش ، ولمقاومة الحصار ،،
الحصار يقول ،، نعم دع الانفاق تنهك اللاجئ ، الفلسطيني في غزة .. أو يموت من الحصار ...
الحكومة الأخرى تقول // الحوار ،،
ترد الأولى : الحوار ولكن ! ..
ما هذه الحياة