هنا تتلمذتُ
ونضجتْ أفكاري، وبالحبّ تقاسمتُ الحرفَ مع الأحبةِ ، يغدقون عليّ بحنوّ الأخوةِ العامرةِ ، وبالأدب سموتُ ، وأثمرتْ حروفي بحلاوةِ الكلمِ الطيّبِ ، والهمسِ الصادقِ ، دخلتُ وتهافتتْ عليّ مراسيمُ استقبالٍ بورد النصحِ وغفوتُ كثيراً على أناملي وهي تقرعُ ، أبوابَ الشوقِ على أهدابِ الغيابِ ، الذي لا أطيقهُ إلا من جورِ الدهرِ ، وعنفوانِ الزمان..
أحببتُها ، وغرقتُ في أدقّ تفاصيلِ حبّها ، وبدأتُ أتعلقُ بها كطفلةٍ تمسكُ بتلابيب عباءة أمها في عرسٍ من الأدبِ الراقي والحرفِ النبيل..
زرعتْ واحتي في داخلي بذرةَ النقاءِ ، وأنا المحملة بذنوبِ البشرِ ولمْ أكُ من قبل ملاكاً..!
دنوتِ يا واحة الخير كثيراً حتى أصبحتْ بذرتك في نفسي شجرة أقطفُ منها حلوَ الثمارِ ، وتعمقتْ جذوركِ حدّاً تفتّقتْ فيه كلّ جذورٍ لا تحملُ أصلكِ.
أيتها الغالية الأم الرؤومُ ، ويا أحضانَ قلبِ ما فتئتِ تحضنينني كلّما بخلَ عليّ الدهر بحبة حنان..
ستظلين في عيني والقلب والروح مهما تباعدنا واختلفت بيننا المسافات..
مباركٌ عليكِ كل تلك الرفعة والسموّ والرقيّ..
أحبكِ إلى الأبد..
إبنتكِ المحبة
منى الخالدي