المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالمنعم حسن
ـــــ الغاوون ـــــ
(والشعراء يتبعهم الغاوون) سورة الشعراء.
** ** **
جاءوا.. فدارت ـ يوم جاءوا ـ الرحى
على غدٍ نامَ وماضٍ صحا!
صاروا.. فمات البعثُ.. حَيَّ الردى
كانوا.. فأضحى الليل، أمسى الضحى
في جنة الأحلام أقلامهم
تَرْقُم لغزاً... عز أن يُشرحا
آيات حب الهالكين امَّحت
وتلك ـ شعراً ـ سطرت ما امحى...
للخلد.. والخلدُ سفير الهوى
شدَوا.. وشادوا جسرَه... مَطمحا
زلاتهم في القلب محمودة
يظل منها القبح مستملَحا
وكذبهم صدقٌ! ومِن غيرهم
لا يبرح المملوحُ مستقبَحا..!
غواية الشعر سلاح النهى
أولى لمن سلَّح أو سُلِّحا
حطوا على الأرواح.. أسطورةً
تبدي لآمال السنا ملمحا
سِلماً لذي الحرب.. وحرباً على
خيل السلامِ الذلِّ.. أو تَجمَحا
في مأتم الآلام نادوا: (ألا
قد آن للمحزون أنْ يفرحا...)
وفي صميم الجدب مرعاهمُ
معشوشبٌ... فيه الهوى سُرِّحا
هم أنبياء الفن... ناموسه
ما زال فيهم ممسياً مُصبِحا
ما صَوَّح الوجد بقلب امرءٍ
إلا أعادوا خلق ما صوَّحا ..
للوحي جبريلٌ.. وجبريلهم
عن عرشه الشعريِّ ما زُحزحا!!
هم.. وحدهم.. أهلٌ لأنْ يفتحوا
عهداً.. بغير السحر لن يُفتحا
جاءوا.. وفي المقدور أن يصلحوا
ما أفسد الدهرُ وما أصلحا
فكل حي دونهم ميِّتٌ
وكلُّ ذي عقلٍ سواهم (جُحا!!!)
يا أيها الغاوون.. أتباعكم
ضلوا.. ومن ضل فقد أفلحا!!
ذاكم! ضلال هام في ظله
قلبٌ بحمد المهتدي سبَّحا..
والشعراءُ الشعرَ ضلوا.. اهتدوا
والشاعر النظمَ.. ألا قُبِّحا!
جاءوا حياةً أفصحت عن منىً
وجاء صمتاً عن ردىً أفصحا..
** ** **
الخميس 15/3/1430هـ
المدينة المنورة