يـــد مبتــــورة
إلى صديقي الذي لم يعد صديقي
ها أنا أبعثُ لك رسالة وادع صغيرة، قصاصة من ورق كُتب عليها بلون الحزن كن سعيدا...
وأدركُ أنكَ ستقف على جدار الزمن وحيدا، هناك حيث التقيتكَ ذات صباح بارد و سألتكَ ببراءة طفلة فقدت دميتها هل تدفئُ كفي؟ أذكرُ يومها أنك أحرقتَ ديوانك المفضل لتصنع منه وهجا يقيني صواعق الألم
في ذات اليوم أهديتك كفي
كلما التقينا – و كثيرا ما كنا نلتقي - كنا نتعرى من رداء الحزن لنكتشف الألق الغافي في قلبينا لنبتسم بشفاه تيبست من قسوة الحياة، و نرقص على إيقاعات تصدح من أجساد جذلى بنشوة الفرح
ها أنا أمضي في طريقنا وحدي، طريقٌ رسمتها لنا معا نقشتُ على ضفافها ورداً و ياسمين،و طرزتُ على أطرافها بيتاً من الحنين
طريقنا سأمشيها وحدي، لأنك ذات ليلية صفية بترت كفي ...ورحلت.
أدركُ أنكَ لازلت تقف في نفس المكان بينما الجميلات يلاحقنك بنظراتهن الفاتنة، مزهوٌ أنت، ربما لا تدرك الآن، أن الزمن سيمر و أن طريقكَ سيقفر و أنكَ في يوم ما ستعانقُ الذكريات و تبكي، لأنك لم تكن رجلاً بما يكفي..
إلى صديقي الذي لم يعد صديقي
سيأتي يوم تدرك فيه أن اليوم الذي انتظرتَه قد مضى
و لن يعود
أشفق عليك يا صديقي
أشفق عليك يا صديقي.