|
أُحِبُّ الصُّبحَ أرشُفُ مِن ضِياهُ |
إذا مَا الَّليلُ أرَّقَنِـي دُجـاهُ |
يجِيءُ الصُّبحُ يحملُ كلَّ بُشرَى |
لِقَلبِـي ثُمَّ تزهِـرُ في رُبـَاهُ |
يُذكِّرُني الصَّباحُ ربيعَ عُمرِي |
وَدهـرًا هيَّجتنِـي مُقلتَـاهُ |
ألا يا صُبحُ ويحكَ عُدْ فإنِّـي |
أراكَ لقلـبِ مكلُـومٍ دَواهُ |
تَـأوَّهَ حينَما وليَّـتَ عَنـهُ |
ولمَّا عُـدتَ آبَ إلى غِنَـاهُ |
زُهُورُ الرَّوضِ تَرقُصُ حينَ تَأتِي |
ويمضِي اللَّيلُ يَطلُبُ مَن نَعَـاهُ |
غِنـاءُ السَّاقياتِ يُثيـرُ لحنًـا |
تردَّدَ في مسامعِـنا صَـداهُ |
سُويعَاتٌ سَقَينَ الصَّبَّ شَهـدًا |
فهَلْ تَبقَى تَقُومُ علَى رِضَـاهُ ؟ |
تُحَرِّكُ فيـهِ أشجَانَ الحيَـارى |
وتَبعثُ ما تقَـادمَ في جَـواهُ |
هناكَ الرّوحُ تألفُ كُلَّ لحـنٍ |
كَمَنْ يَلقَى علَى ظَمَأٍ ضَنـَاهُ |
ويَبسُمُ ثغرُ مُكتئِبٍ ويمضِـي |
يُردِّدُ مَا تعَلَّـقَ فِـي صِبـاهُ |
تباشِيرَ الصَّباحِ هَواكِ أَضـنَى |
فؤادِي فاحقِنِي ( فضلاً ) دِمَاهُ |
هبِيـهِ مِن رُضَابِكِ واترُكِيـهِ |
ليُبحِرَ في الحيَـاةِ علَى هَـواهُ |
يُلَملِمُ بعضَ أحرُفِهِ ويمضِـي |
يُحلِّـقُ بالخيـالِ إلى مَـداهُ |
فَلا وطَنًا هناكَ يظَـلُّ قَيـدًا |
ولا أُفُقًـا يُغيِّـبُ مُبتـغَـاهُ |
تَجَلَّى الصُّبحُ في عينَيْهِ عِشقًـا |
وتَفضَحُ مَا يُخبِّئُـهُ ... الشِّفَاهُ |
وهَل تصفُو الحيَاةُ بدونِ صُبْحٍ |
بهِ يمضِي الطَّرُوبُ إلى مُنـَاهُ ؟ |