وتُغادِرِينَ مرافِئِـي العَطْشَى إذا هطـلَ الأصِيـلْ
وقواربُ الأحـلامِ قادمـةٌ مِنَ السَّفَـرِ الطَّويـلْ
والنورسُ المحزونُ في الآفـاقِ أتعبَـهُ الرَّحيــلْ
وأظلُّ أرقبُ نظرةً خَجْلَى مِنَ الطَّرْفِ الكحيــلْ
* * * *
الشمسُ تُسْفِرُ وجهَهَا الوضَّاءَ فـوقَ ذُرا الجبـالْ
والطَّلُّ يرحلُ باسمـًا يَبْغِـي مواويـلَ الظِّـلالْ
والطـيرُ ينفـضُ ريشَـهُ المبلـولَ بالماء الـزُّلالْ
والزهـرُ ينفَحُ عطـرَهُ الفواحَ يسـري بالخيـالْ
* * * *
وأظـلُّ أرقبُ طيفَـكِ الفتـانَ بين َ الراحليـنْ
وأظـلُّ أسألُ عنكِ فاتِنَـتي فيخنُقَنِـي الأنيـنْ
وحفيـفُ أوراقِ الخريـفِ يردِّدُ النغمَ الحزيـنْ
فأعودُ أُنْصِـتُ للطيور الصادحاتِ مَدى السنينْ
* * * *
لا تعجبي إنْ جئتُ أَلْثُـمُ باكيًا وجهَ الصَّبـاحْ
والدمعُ يغمـرُ مقلتَـيَّ فترتويْ منـهُ البِطــاحْ
وصدى السنينَ الزاهياتِ يزيـدُ من ألم الجِـراحْ
فأنـَا وربـِّكِ طائـرٌ عصفَتْ بقبلتِـهِ الريـاحْ
* * * *
مازال ينـزفُ خافِِقِـي دمَـهُ ليرتويَ الوُجُـودْ
وقوافلُ الأيامِ تطْـوِي البِيـدَ ترحلُ بالوعـودْ
وشذا الزهورِ الحالماتِ مُعاتبـًا : ولِمَ القُعـودْ ؟
فأظلُّ أبحثُ في السراب ... مُردِّدًا : ومتى تَعودْ ؟
* * * *
لا تَنْزَعِي القلـبَ الجريحَ وتَطْرَحِيْـهِ على الثَّـرى
فلسوف أرحلُ في رِضـاكِ وَليسَ يُضْنِيْني الكَـرى
ولسوف أبعثُ صوتـيَ المكلومَ في سمع الـوَرى
فإذا لقيْتُكِ- بُغْيَـتي- فلسوفَ أَنْسَى ما جَـرى
* * * *
قُلْ لي بِربِّكَ مَنَ تكونُ حبيبةٌ سَبَـتِ الحيـاهْ ؟
فتوقفَ النغمُ الجميلُ...عليهِ أُطبِقَـتِ الشِّفـاهْ !
والوردُ أضحى ذابِلا ... والقومُ نكَّسَتِ الجباهْ !
هِيَ ( قُوَّة ٌ) * وصَّى بها الجبـَّارُ تَرْهبُهـا الطُّغاهْ
************************************************** ************
* - إشارة لقوله تعالى : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة