إليه في طرقاته المتعبة:
ها هي عمان تحل جدائلها المغسولة بالعرق والدخان, تغادرني
الأمكنة, وعلى أعتاب المدرج الروماني أفرد صمتي وأعلن " أن الزمن حالة
من التذكار " .. ولا تذكار لشوارع تنسل خطاها من مسامات الجلد. تغيب
غبارها وأحلامها.
عمَّان تنكرني,, تنظر في عيوني ثم تضحك هازئة,, وعلى مرأى من وجعي
تمشط شعرها,, تغسله بالعطر والحكايا الدافئة ,, أقترب منها , أريد أن أهزَّ
كتفيها, تضحك وتترك لآلاف الوجوه الباردة أن تهز ما تبقى من ضلوعي.
أرحل فيك,, أمتشق شراهة الحزنِ,, وأحط في شوارع المدينة المعفر بالدم
والزهو,, وأسرق الحلم إلى مدينة نثرت ياسمينها في كفي ذات مساء
وكنت يا صاحِ, وكان الوطن, والشرفات التي تدفن أسرار عشقها
وها هي الآن تقاتل بالياسمين والدحنون وأحداق الصغار وذاكرة الكبار...
وأعجن من نزيف الروح بطاقات للعيد البهي, أرميها في يد من لم يحمل بعد سيفه
ويرشقني بتهمة الجنون الكاذب,, وأخطُّ " للبحر وحده سنقول : كنا غرباء
في أعياد المدينـــــــــة ".