|
هذا الخليل الفراهيدي..يهتف بي |
أوّاهُ مِنْ عبثِ الأجيالِ في أدبي |
يأتون بالجمل الخرقاءِ مُرهَقةً |
كَأنَّها زُمَرُ الغَوغاءِ في شَغَبِ |
تخلو من الحِكَمِ المُثلى قصائِدُهُم |
خُلُوَّ كوخِ فقيرِ..مِن سنا الذَهبِ |
وأحسَنُ القَولِ في دُنيا قصائِدِهم |
كَسَيِّدٍ -ضّلَّ في البيداءِ- مُغْتَرِبِ |
أبكي على الشِّعرِ محزوناً، ومُنْتَحِباً |
هَلا يُزيحُ البُكا.. أحزانَ منتَحِبِ |
أعَرْتُ -مِن لغَةِ الضادِ -آسْتِغاثّتَها |
بالأوفياءِ، منَ النُّقّادِ، في العَرَبِ |
من عُصبَةٍ وجدَتْ في الشعرِ ضالّتَها |
فَيَمْرَحونَ..وليسَ الجدُّ كاللَّعِبِ |
يلهون بالضادِ، سطواً، لا رقيبَ لهم |
والدارُ إنْ حُكِمَتْ بالنهبِ تُنتَهَبِ |
نثْرٌ..يسَمّــونَهُ شعراً، يُسايِرُهُم |
سهلُ القِيادِ ،وسهلُ السّهلِ، والسّبَبِ |
أرضٌ رحابَتُها..أغرَتْ قوافلَهم |
وقد يتيهُ الفتى في العالمِ الرَّحبِ |
وقد يروقُ لنا عِطرٌ بنافِجَةٍ |
ولكنِ العطر لا يُغني عن السغَبِ |
ولستُ أنكرُ- في هذا- ضرورَتَهُ |
لكنَّما الملحُ لا يُضفى إلى العِنَبِ |
هَبْ كلُّ ما في جسوم العالمين..له |
جدوىً..هلِ القلبُ والشريانُ كالشَّنَبِ |
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، |
في المكتباتِ..دواوينٌ مُكدَّسَةٌ |
فقطرةُ العذْبِ- بَلَّتْ ريقّ شارِبِها- |
خيرٌ وأروى..من المُسْتنقَعِ اللُجُبِ |
الواجهاتُ عناوينٌ..وأغلِفَةٌ |
هلِ الرجولَةُ..في الأثوابِ واللَّقَبِ..؟ |
انّي فتحت دواويناً لأكثرهم |
وجدتُني مُنقِباً..في عالَمٍ خَرِبِ |
وما تصَفَّحْتُها..إلا وكنتُ كَمَنْ |
يجوبُ في نفَقٍ مستظلِمٍ رَطِبِ |
في الحَوْلِ..يصدرُ ديوانينِ خامِلُهم |
أيُرْتَقى جَبَلٌ..سيراً على خَبَبِ..؟ |
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، |
فَقُلْ لـ(أمجَدَ)أنَّـى كنتَ واجِدَهُ |
يا تَعْسَ ساقِيَةٍ -عرجاءَ- في زمَنٍ |
تعجُّ فيه البِحارُ الكَونَ بالصَّخَبِ |
ما هكذا الشعرُ ..يامَنْ جِئْتَ مُحْتَطِباً |
دقائقُ القشِّ لا تُحصى..منَ الحطَبِ |
دَرُّ الحليبِ منَ الأغنامِ نخلُصُهً |
وليسَ في ثعلبٍ قطْرٌ لِمُحْتَلِبِ |
يا من دُخِلْتَ على الأشعارِ مُــدَّعِياً |
الشعرُ حسناءُ..لا قِردٌ بلا ذَنَبِ |
أَينَ الغَرابَةُ في ما جئتَ تزعمُهُ..؟ |
قد يدَّعي خادمٌ حُبَّ آبْنَةَ الجَلَبي..! |
لكنَّها للذي..تهواهُ طَيِّعَةٌ |
وللذين آدَّعَوا بحرٌ من الصَّعُبِ |
نُسِبْتَ للشعرِ ظلماً..أو مُجاملةً |
كما تُسَمّى غُيومُ الصّيفِ بالسُّحُبِ |
لو كان في الشّعرِ ما في الحربِ من خطُبٍ |
ما كان شرواكَ يدنو منه عن كَثَبِ |
إنّي خبرْتُكَ إنْ أرهَفْتَ وشوشَةً |
في معطفِ الليلِ..لا تغفو من الرُّعُبِ |
وثبتَ للشعرِ ما داعٍ دعاكَ لهُ |
ولو دُعيتَ لغيرِ الشعرِ لم تَثِبِ |
والشعرُ لو كانَ جوداً ..ما أتيتَ بهِ |
وأنتَ تقْتُرُ باللاشيْ عن الصّحِبِ |
والشعر لو كان ما قد جئتَ أنت بهِ |
ما كانَ (مسلمةَ) الكذّابُ..غيرَ نبي |
أأنتَ والمتنبّي..شاعران..؟ألاشَتّــانَ واللهِ بين العَكرِ والعَذِبِ |
لا أنكرُ الحسنَ في فودَيكَ مُطَّلَعاً |
لو يُمنَحُ الخلقُ..خَلقاً قَدْرَ قُدْرَتِهم |
ما كنت أنت سوى عودٍ من الغَرَبِ |
وحكمةُ الله في الدنيا موازَنَةٌ |
وما الجمالُ سوى ثوبٍ على ثَلَبِ |