هل عرفتَ كيف تكتبني ؟؟؟
قالت بنظرة واثقة : أكتبني أيها المريميّ كما كنتَ دائما تكتبها في دفتركَ الصبياني حروفا من نور و نار.
أكتبني و لو خلسةً فلستُ أطمعُ في غير قراءةٍ عابرة لملامحي فيك و لو برسم باهتٍ رثّ ركيك, فقد تعودتُ مذ عرفتكَ أن أرضى بالأوراق البالية من سجل قلبك الآثم.
أكتبني حرفا صادقا أيها الموجود شكله المفقودة روحه , أكتبني و لو على هامش دفاترك , فقد علمتُ و رضيتُ بما لا ترضينَهُ منكَ الإناث, و قبلتُ أن أخوض معكَ و بكَ مغامرة الحياة , فلا تدعني إن كنتَ واثقا من أن أجثت ذكراها من فؤادك أو أقلِب موازين حسك و عنادك.
أكتبني و لو هجاءً أيها المتقوقع في بلورة الذكرى و الحرف , المريخيَّ الهوى المعجون بخليط غريب عجيب , يُعجزُني حيناً فأمقته و يحيّرني أحيانًا أخرى فأعشقه, أيها المتأثر المؤثر الناعم الخشن الرقيق حدّ الصلابة .
أكتبني حتى و إن جفّ المداد, فيكفيني منكَ آثار سنّ اليراع على ورقة بيضاءَ أكشفُ عن رسم حروفها بتمرير قلم الرصاص.
أكتبني إن شئتَ بغير قلم و لكن حذارِ أن تقترفَ جريمة الكتابة بغير روح , حذارِ أن تلطخ الورق الناصع البياض بزيف المشاعر , حذارِ أن أفقدَ زرعكَ الذي زرعتهُ بجوانحي فأنبتَ ورودا حمراءَ و سوداء .
أكتبني كما تكتبُ قصائدكَ الخيالية أو كما تنسجُ قصصكَ الخرافية و سأنتظرُ دعوتك لأشاركك الرقص على مسرح الضباب و سأفتح الستار الذي أسدلتهُ منذ زمن بعيد ليلامسَ الضوء جبينك فلعلكَ تكسرُ كمنجة الألم و يرّقُ سمعك أخيرا لصوت الربابة.
أكتبني كما شئتَ و بأي طريقة أحببت و لكن احذر أن تكون غير أنت فأنا أعرفُ طعم ماء جداولك و أحفظُ رائحة زهرك , فلا تلعب معي لعبة الحرف لأننّي أجيدُ القراءة تمامًا مثلما تجيدُ أنت الكتابة .
أكتبني أيها المصلوبة أمانيهِ على لوح الانتظار المستحيل , أيها المتمرد على الحقيقة , المحلق بأجنحة الوهم فوق القبور , أكتبني دمعةً حارقة تبللُ خد المساء و تغسلُ أدران كحل العيون , أكتبني ورقة معطرة تزيلُ مساحيقَ ظننتها ترضي فيكَ الغرور , أكتبني خارطة أمل أكتبني جمعا و طرحا و ضربا إذا شئتَ و لكن لا تكتبني كسور .
أنا القابعة خلف الأماني أنتظرُ في شوق عودة الشراع إلى وجهتهِ و أرسلُ في كل صباح سرب حمام زاجل إليك في زوبعة مشاعر بحر التيه و أنتظرُ بلهفةِ قدومَ المساء, لعل إحداهن تأتيني برسالتك أنت بحرفكَ أنت بصدقكَ أنت مخضبة بملامحي أنا , لعل إحداهن تأتيني بكَ أنت .
فهل عرفتَ كيف تكتبني ؟؟؟
02/07/2009