لأهل اللغة وقفات ولفتات طريفة مفيدة وهم يتجولون بين ثناياها وقد أورد أبو حيان التوحيدي في كتابه الإمتاع والمؤانسة هذه اللفتة الطريفة حيث يقول :
جرى حديث الذكور والإناث، فقال الوزير، قد شرّف الله الإناث بتقديم ذكرهن في قوله عز وجل: " يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور " . فقلت: في هذا نظر؛ فقال: ما هو: قلت قدم الإناث - كما قلت - ولكن نكّر، وأخّر الذكور ولكن عرّف، والتعريف بالتأخير أشرف من النكرة بالتقديم. ثم قال: هذا حسن. قلت: ولم يترك هذا أيضاً حتى قال: " أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً " فجمع الجنسين بالتنكير مع تقديم الذكران، فقال: هذا مستوفى.
عن الامتاع والمؤانسة للتوحيدي