المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف العجوز
كل يوم أفتح النافذة في نفس الميعاد لأرى صراعها وسط أمواج السيارات على هذا الطريق الذي خلا من الإشارات لتحصل على ماقد يكفي لشراء رغيف خبزاً تقسمه على عدد وجبات اليوم.
لقد تملكتني هذه الفتاه لدرجة أنني كنت أعيش معها مشهد عرض بيع الفل بين قائدي السيارات فيسبها هذا و تلعنها تلك .
لم يبدو على ملامح وجهها المحترق من حرارة الشمس صيفاً و شدة البرودة شتاً ما يوحي بأنها طفلة في مقتبل عمرها و لكنها تبدو كأم إكتمل عقدها الخمسين تجاهد بين أسراب السيارات لتطعم أولادها السبعة و والدهم الملازم للفراش.
لن أترك الوقت يداهمني أكثر من ذلك حتى لا يفوتني وقت العمل فيعاقبني رئيسي بأن يخصم من راتبي ثلاثة أيام أخري كما فعل أنفاً عندما إستغرقت الوقت لمشاهدة الفتاه .
إنه لا يكفي لسد أفواه الحياة و لكن كما يقولون " نوايا تسند الزير " و لكن لا أظن أنها ستسانده طويلا فلن يلبث إلا أن يسقط و يتحطم .
نزلت من منزلي و وقفت أمامه أنتظر الأتوبيس فأجرة الميكوباص مرتفعة للغاية ، كان مشهد الفتاه أكثر وضوحاً من مشاهدتها عبر النافذة ، كانت ترتدي جلباب مهلهل قصير لا يكا يلحق بأرجلها التي ذكرتني بمخالب إبي قردان الذي كنت أشاهده متعجبا في قريتنا عندما كنت أسافر مع أبي و هو صغير .
كانت تهرول من هذه السيارة إلى تلك لا تجد من يشتري منها .... ، لكم أشعر بحالها البأئس تلك ....! الفارق بينها و بين إبنتي أنها تحمل الفل .....
الحمد لله ...!! أخيراً سيشتري منها أحد و لكن إنه على الجانب الأخر من الطريق و السيارات تسير هنا بجنون ، إنني أحتاج إلى جناحين لكي أعبر أنا الرشيد هذا الطريق فما بال هذه الطفلة المسكينة التي لم
يكتمل عقدها الأول ؟؟!! و لكن لا أظن أنها ستفوت الفرصة لتشتري رغيف خبزاً من المخبز
القريب ..؟؟!!و لكن لا أظن أيضاً أنها سترض بهذا الرغيف لان الجنة التي ذهبت إليها..... بها الكثير.......
[/b]