عاشقة الأرض والشهادة
" أم راجح "
أ حـــمــز ة صــبراَ فـلــــســـت الــوحـــــــــيـد
يــعــانـي صـر وف الــزمــــــان الجــــــســام
عـيـــو ن الـقـــوافـي بـكــت فـي هــــيــام
وضــــــج لهــــــذا الـمــــصــاب الأنـــــــــام
لــقـــد زلـــز ل الخـــطـب كـل الــوجــود
فــحـــــــق العـــــزاء لأهـــل كــــــرام
غـلـــــيـل الأسـى فـاض في صــــدرنـــا
شـــواظ جــحـــــــيـم تـذيـــب الــــعـــظام
بــنــا مـا بــكـم مــن لهـــــيب الحــــشـــا
فــــبـث الـــعــــــناء وشـــــــب الـــضـــــرام
أ فـــاطـــــــــــم مـنــــا إلـــــــيـــــك ســــــــلام
فـنـــــعم المـصــــيـــر بـــدار الــــســــلام
لقــد كــنت كـالشمس بنت السمــاء
وقـــد كـــنـت لليــــل بـــدر الــــــتــــمام
بــأرض الر بـــــــــاط طـــــــواك المـــــنـــون
فــتــــلـك الـــشــــهادة نـــعـــم الــوســــــام
لـــــــقـد كــــفــــنـوك بـــثــــوب الـــــعـــفاف
وقـــــــبر ك عــــــنه تـــنـــــــحى الـــــــظـــــلام
أمــــا حــــــــق لـلــــــــــــغــادريـــ ــــــــن بهـــــا
عـــــــذاب الإلــــــــــــه وبـطــــــش ز ؤام؟
فــكم صرخــــة زمجـرت فــوقــــهم
وكـ ــم عـصـفـت بالحـــــــشود الـلـــئام
فــــــويـل وويـــــــــــــل لهــــــم مـــن لـــــــــئام
عـــــلى الــــغــــدر شـــــبــوا فــما من ذمام
لــــــئـن طــــــال عــــــمر الجــــــناة فــــــــــــلا
محــــــالة أن يـــدفـــــــــنوا في الـــرغـــــــام
الخميس : 11 نيسان 1996 م
مناسبة القصيدة :
قصيدة رثاء لإحدى النساء الفلسطينيات التي قدمت صورة حية من صور النضال النسوي الفلسطيني بكل ما تحمله هذه الكلمة من سمو المعاني . فقد كانت هذه المرأة الجليلة في نقاء ضميرها وسريرتها أنموذجا حيا جسدت فيه معنى النضال والكفاح بلغة حية تمثلت في التمسك بأرضها متخذة منها نجية للنفس ؛ تكد وتتعب في سبيل أن تبقى أرضها روضة من رياض الجنة . لقد دأبت على الذهاب في كل يوم لأرضها في إحدى روابي البلدة طيبة النشر بعد صلاة الفجر ؛ كأنها سفير الفجر إلى الأرض تشق ثوب الدجى . لكنَّ كيد المعتدين ــــ المتآمرين مع أعداء الوطن السليب ــــ أبت أخلاقهم أن تفارق حقدهم وحقارتهم ، فقد امتدت يد الغدر عليها فأردتها قتيلة عشق مقدسي لثرى الوطن الطهور . إلى جنات الخلد يا فاطمة " أم راجح " .
ملاحظة : بالنسبة لحمزة هو ابنها الثاني وكان صديقا حميما لي حيث بعثت إليه بهذه القصيدة معزيا إياه بهذا المصاب الجلل .