عُريٌ في سرايا المداد
شعر: معين محمد حاطوم – دالية الكرمل – حيفا
لِلمَدادِ قَلْبٌ
لا يَجِفُ نَبْضُه
وَلا تَتَخثَّرُ الدماء فيه
قال يراعٌ مغروس في جرح الروح:
تهبط إلي النشوة
تتدلى إلى قعري – قعرنا
من لا مكان تتدلى
تكهرب تعقيدنا بشتى الومضات
تطفيء ضوء الإدراك الباهر
تستعمرنا دفيئةً
نلوذ بها من غوغاء الحيرة الأبدية.
عيناها الهدباء
تكنس غبار الحزن عن صفائحِ قلبٍ استشهدَ
على اسوار السأم,
دفاعا من كل حيوية تأتيه غفلةً
من صعقة وجدٍ
تُبرقها العيون الساحرة - عيناها.
السأم ذاك,
ألم تقاعد عن الإنشغال بتعذيب الحلم
وروْيَ الجرحَ بالخل.
ضمده بأملاح معدنية حارقةٍ.
خيَّمَ كعريشة دوال ٍ
تناثر ورقُها
فباتت هيكلا عظميا
لا يقي الجسد ولا النفس ولا العقل
من جنون الأحزان العاتية
ولا من أمواج البؤس الهادرة.
السأم ذاك
السأم هذا
يتراخى
في مسارب الشرايين التاجية
كمصفاة
لا يتجاوزها انفجار الوجع !.
ألزمن مذراة
القلب قمح
لا يحمله الريح
إلا إلى بيادر حنانك
المفترشة
روح الجسد الهامس
خلف دوي الوجع.
خلف أفياء جنوني :
أخرجي ....أخرجي إلى
فللمداد قلب نابض
ويراع عينيك
المغروس في جرح الروح
يغازل بكل إنوثةٍ العالم المتأججة
كسادَ الجسدٍ
وخمولَ السجيةِ
كي يستحضر عينيها اللزجة
من مخابيء الخوف
فيسيل دمُه دمعا أسود
يضيء الشمس ليلاً
ويكتمل منه في النهار القمر!.
للألم يراع لا ينبضب
قال العاشق
المبترد على صفحة الماّقي الدامعة
دمُه جدولٌ
دمُه الريح
دمه غضب الشتاء
وعتوٌ لا يستريح.
للألم يراع
"قال الباكي"
يبقر به بطون الاحلام الحبلى
بوعيد غد لا يأتي
يبني لها التابوت والضريح
يجلس يندب أمساً لا يتركه
وغداً لا يمل من التجريح
قال العاشق الباكي ...
وابتسم !
****
احتطب حنانك
من ادغال الشوق
بفأس الصبر
واستدفيء بليلي الثلجي
أيتها المنسلة إلى مجامر وحدتي
ابتعدي ..ابتعدي فقد تحترقي
قال العاشق فاتحا شبابيك السجية
لتعيث بها الزوبعة
وتلهو فيها الأنواء الشجية
عله... عله يستريح!.
***
للمداد قلب
للورق روح
فاصهلي يا وحيدة رؤاي
على هذه النصاعة الملثمة بالسواد
واعْدي في مغائر النفس المشعة
بوميض الوحدة الهادلة
كحمائم الأحلام
فانا احبك حرة
كانفاس المساء اللاهث عدوا
ليختبيء خلف افياء العتمة .
***
أحبك....
وجدت نفسي أذرف حبرا
قال فارس الحزن
ممتطيا صهوة أحلامه الصاهلة
في أقاصي ...أقاصي مناه.
تلطخت وجنتاه بالسواد
أضاء العالم مخابيء الظلام
فوجد نفسه يجدها
تتعقبه كحلم جميل ترك هجعته
وخرج يستجم بضوء الكلمات
قال فارس الحزن
فلتاتي الي ايها الأمل
انتظرتك منذ أجل
فلتأتي إلى سرير حلمي الدافيء
فقد اصحو من كساد هذه الغفلة
قال الفارس الحزين:
وجدتها...
وابتسم...!