إغتيال ليلتي
محمد العلوان
بقافلة الأسى حملوا حطامي
وساروا بين اودية الضرام
وأنّت ضحكة الماضي أنينًا
تعلّل من لواعجها غرامي
فأبكتني بما حملته منّي
من التوديع في ليل الخصام
ومن حزنٍ تخطّى كُلّ حزنٍ
بآهاتٍ وآلامٍ جسام
أنوء بحمله وأصوغ حرفاً
تثاقل خطوه بين الركام
تثاقل خطوه وأجال طرفاً
تطامى موجه لجج الحِمام
لكم مني جراحاتٌ تردّت
ودارت في دمي تنوي التهامي
تساقته الحكايا والمنايا
وأدمت صبره بعد التحام
وعاشت ليلةً كانت تُرجّى
بان تغفو على سُرر الوئام
وتسعد بين أحضانٍ وصوتٍ
تلقّّفها بشوقٍ واهتمام
ويحملها إلى حلمٍ جديدٍ
تقطّر من عليّات الغمام
وأقبية حسانٍ كنت فيها
أناجي الليل في حلك الظلام
وسؤلاً من هوى نفسٍ تغذّت
بآمال بعيدات المرام
بكيت بأدمعٍ حرّى عليكم
فضاعت أدمعي وسط الزحام
مشينا في طريقٍ كان يقضي
بنا نقضيه في حلو الكلام
ونزرع حوله وجدا وروضاً
يجاذبنا به شدو الحمام
ونبطئ تارةً ونخب أخرى
وحبل الوصل يوشك بانصرام
سويعات اللقا كانت قصارا
وبدد لطفها ثقل الملام
مشيت بوحدتي بعد ابتعادٍ
ورافقني النوى عاماً بعام
وخطّ الشيب عنواناً جديداً
تشرّب من دمي وسقى عظامي
سلي يا نفس ما تبغين منّي
فقد غادرت أيام الهيام
وقاسمني الأسى أشلاء روحي
وعاودها يقطع باللمام
نأى نحو المدى بأريج حب
ترعرع في ربى بلدٍ مضام
ولكن فرحة الماضي تلاشت
وغادر ليلها بدرُ التمام