من أجلك تربعت على عرش الزمن اثر ظهورك في مجرتي وتمكنت من قطعه قبل ان يقطعني ...وحدها الساعة لا تستغني عن الحدة حد النزق , حتى الخنجر يصاب بغفلة الصدأ أو ينتعله غبار الوسن , إلا الساعة هي كيوم الامتحان الذي يكرم المرء فيه أو يهان ..ولا فرق.
من أجلك جلست القرفصاء على بساط الريح وجبت أقطار الوجع وعرفت شعوب البؤس بكل ثقافاتها وتداعيات سخافاتها والكف عن الحبو نحو مرابع الأمل وكأن الأمل هو الذي سيتأملني عن بعد أميال الفضول والتطلع ..ولم أكن أدرك بأن "مفتاحه" تلك الوردة الجافة التي كانت تحرس صفحاتك حتى لا تتخطى السطور اللاحقة في موجة نسيان يتربص بك بغية ان يعكر عليك صحو أجوائك حين تجوب مركبة ذاكرتك بين مداراتي في فوضى التصويب لإزدحام أجرام طائشة تسير في إبصار عماها.. ولا فرق
,من أجلك امتطيت عواصف النوى وداهمتُ بقلب حجري صلد تلك الــ زوارق الشراعية النشطة في اختراق ممراتنا رغم خمولها والخاملة رغم عواصف تجاهلك لها ..وقد أغرقتها بصفعات وابل لا يُهادن إلا بلطمات الفناء ..وكان لها ما اختارت يداها .
من أجلك نقشت بحبر دمي على جليد العناد و ظل اسمك محفورا عليه رغما عن تثاؤب الشمس و ذوبان الثلج , كتبته بحروف تنبض في السطور وتفضي الى عري الحقائق السائرة في شوارع الهمس بلغة الطيور , لترسل رجوما خلف فناجين الدجل ..
من أجلك صفقت بكفي لفرح في بلاد بعيدة وطارت أسراب الحزن وتطايرت أوراق الترح لتحل محلها يعاسيب تنتج ولا تستهلك ترسم في الهواء الطلق قطرات شهد تطعم السحاب و لوحات رياح تهادن الهبوب لتنتظر الغروب حتى يتسنى لك قص شريط الغسق .
من أجلك احتضنت كفي اليمنى رساغ الهروب ومازلت أجتر آثار أقدامي القديمة من ثرى التعب وأنحت على باطن السحابة ملامح وجهك وان كانت ذاكرة السحابة وجه آخر للتيه وليس على التيه العتب ..
من أجلك وضعت أقراط الحزن بأذني القمر وظلت تشرئب خلسة كلما تتبع المد آثار الجزر رغم أن سفنك لم تتأثر بطلاسم المناخ فما بالك بالطقس , فهي دائمة الانسكاب على أهداب المرافئ وسرمدية الانصباب رغم عناء الزحام في محطات الغضب.
من أجلك غامرت وفتحت الباب السابع المحظور لأكتشف بأني كنت أنا كما وصفتني مرآتك وإنك كنت في كامل أنت الذي ظهر في حلم ذات الحلم الذي تفتق من جفن الذهب .