ردا على مقالة المنظر الأمريكي شاكر النابلسي (3000 توقيع على (البيان الأممي ضد الإرهاب) ماذا تعني؟ )
طرح المسمى المفكر العربي شاكر النابلسي مقالة يدعي فيها ان هنالك 3000 مثقف عربي ليبرالي وقعو على وثيقة محاربة الارهاب في العالم العربي وقد تم الرد على مقالته عبر عدة اسئلة طرحت حول المقال
وهي كالتالي :
يا أستاذ شاكر النابلسي مع احترامي الكبير لك اسمح لي بطرح هذه الأسئلة عليك وأتمنى إجابتك عليها ....
1) من هم من قلت عنهم (مُعدي البيان والذين يأملون بأن يصل عدد الموقعين إلى عشرة آلاف توقيع ) ؟؟؟ هل هم من العرب أم من المتضررين من الإرهاب أم من الأمريكان أو تقف ورائهم أمريكا ؟؟؟
2) ما هو تعريفك للإرهاب وكيف تحكم على أن هذا الفعل هو إرهاب أم مقاومة شرعية : هل هو التعريف الإنجليزي أم الأمريكي للإرهاب ؟؟
3) لماذا حددت وثيقتكم المزعومة الإرهابيين ب (الأصوليين الدينيين والقوميين على السواء) وهل هؤلاء فقط من يمارس الإرهاب بالعالم فقط ومن هم ضد الإنسانية ؟؟
4) تطالب الوثيقة بتقديمهم لمحكمة دولية لمحاكمتهم والسؤال: أي محكمة دولية تطلبون وأي شرعية لآي محكمة دولية في ظل وجود آلاف من المعتقلين في غوانتانامو لم يقدموا للمحاكمة, وأي شرعية دولية التي تقولون عنها وأمريكا بحربها الأخيرة تجاوزت كل الحدود الدولية وضربت مجلس الأمن وكل أعضائه دائمي العضوية وغيرهم ؟؟؟؟
5) أنت تعتقد أن الليبرالية العربية المثقفة قد هانت واستكانت ولم يعد في مقدورها أن تفعل شيئاً في مواجهة هذه الموجات من الإرهاب الصاعقة التي يغذيها الفقه الديني والقومي الأصولي هل لك أن تقول لنا ماذا كان دور هذه الليبرالية العربية التي تقول عنها في التصدي للهجوم الأمريكي الليبرالي على شعوب العالم وسلب ثرواتهم وقتل أطفالهم ؟؟
وما دور هذه الليبرالية العربية في التصدي للمشاريع الأمريكية في العالم من مشروع الشرق الأوسط ومشروع شرق أسيا ومشروع إفريقيا أم أن هذه الليبرالية العربية ستقف حاملة الورود لترشها على أمام الدبابات و الشركات الأمريكية حين تدخل البلدان العربية والأسيوية والإفريقية مقابل ما يلقى لها من تحت الموائد من حصص مقابل التنظير للرأسمالية العالمية ؟؟؟
6) حين قلت : أن الفضائيات العربية لاقت بطشا واضطرت لتغير برامجها خوفاً من بطش الإرهابيين الذي وصل بهم الحد إلى تخويف أجهزة الإعلام والفضائيات ومنعها من بث مسلسل (الطريق إلى كابل) وإلى تهديد الفضائيات التي لا تؤيد الإرهاب تأييداً كاملاً وأعمى بقتل عامليها كما حصل مع العاملين في فضائية "العربية" في بغداد التي أخذت منحى الحق والحقيقة، بعد أن تولّى إدارتها الإعلامي الليبرالي عبد الرحمن الراشد. وأصبح معظم الإعلام العربي تحت وطأة التهديد والتخويف والابتزاز والقتل، يُقدم ما يطلبه المشاهد، وما يطلبه المستمع، وما يطلبه القارئ، وليس ما يجب أن يراه المشاهد، وما يجب أن يسمعه المستمع، وما يجب أن يقرأه القارئ. أصبح معظم الإعلام العربي عبداً ذليلاً وخانعاً للإرهاب والإرهابيين ويتسابق على إذاعة بيانات الإرهابيين، واستكتاب كُتّاب الإرهاب، واستضافة مثقفي الإرهاب، وشراء رضا الجماعات الإرهابية دفعاً لشرورهم، باظهارهم كأبطال وكمقاومين ومناضلين ومدافعين عن الوطن وقاهرين الاستعمار الجديد المتمثل بأمريكا.
السؤال يا سيد شاكر لماذا ذكرت قناة العربية والتي كما تدعي أنها تعرضت لبطش الإرهابيين ولم تذكر فضائية الجزيرة التي أغلقت مكاتبها من قبل قوات الاحتلال وزمرتهم من العملاء في العراق أيضا لمنعها من بث صور ما يحدث في العراق وما ترتكبه قوات الاحتلال من مجازر, وهل هؤلاء الإرهابيين هم وحدهم من يقوم بالإرهاب والمجازر التي ترتكبها أمريكا ومحاولتها التعتيم الإعلامي على مجازرها لا يعد من باب الإرهاب !!! لما هذا الكيل بمكيالين ؟؟
7) تقول : كان يُظن أن المثقفين العرب هم هؤلاء فقط من يقفون على أبواب السلاطين طمعاً بكوبونات النفط أو بالعطايا والهدايا والمطايا، ويتصدرون المنابر الإعلامية العربية، ويتشدقون بشعارات الخمسينات والستينات، وهم يتصورون أن الحرب الباردة ما زالت قائمة، وأن الأمريكان ما زالوا يدعمون الأنظمة المحافظة في المنطقة، وأن هناك قوى عظمى خيالية تدعم الأنظمة الجمهورية الديكتاتورية، كما كان يدعمها الاتحاد السوفياتي قبل 1990م ..
والسؤال :
هل الاتحاد السوفيتي هو وحده الذي كان يدعم الأنظمة الجمهورية الديكتاتورية التي تقول عنها وإن كانت إشارتك واضحة للنظام البعثي المنصرف فإنه ببساطة أجيبك أن الوثائق والتي سأوافيك بها لاحقا وسأنشرها كما نشرتها السي أي إيه تحت عنوان (هل كان صدام حسين عميلا للاستخبارات الأمريكية) وتشير هذه الوثائق بأن صدام حسين بقي يعمل تحت أوامر الاستخبارات الأمريكية حتى أوعزت إليه وأوقعته بفخ دخول الكويت وسيتسائل البعض إذا كان صدام عميلا لأمريكا فلماذا قامت أمريكا بإسقاط نظامه سأجيبك كالتالي
لماذا جاءت أمريكا للعراق :
أ) جاءت لضرب مجلس الأمن القديم و إعادة هيكليته و إعادة صياغته على وجه يخدم مصالحها وحدها دونما اعتبار لمصالح الدول الأخرى ومن ضمنها شركائها الرأسماليين الآخرين والدول الكبرى مثل روسيا.
وذلك لأن امتلاك دولا مثل روسيا وفرنسا ( حق النقد الفيتو) في داخل مجلس الأمن يشكل عائقا يقف أمام المشاريع الأمريكية الهادفة لصياغة العالم على الوجه الذي ينسجم مع مصالحها ولذلك كان تهميش مجلس الأمن في الحرب الأخيرة على العراق, وجعل القضية العراقية تعنيها وحدها ولا تعني أحد غيرها من دول العالم, حاملة بيدها سيف محاربة الإرهاب جعل المحللين السياسيين الروس والفرنسيين الكبار يقولون : ( إن الحرب على العراق هي حرب بالدرجة الأولى على مجلس الأمن)
ب) استكمالا لمشروع صياغة الشرق الأوسط لجعل العراق نموذجا يحتذى به لجميع دول المنطقة.
ج) لصياغة العراق نموذجا للديمقراطية الرأسمالية أمام شعوب ودول العالم حتى تفتح لها طريقا مستقبليا إلى دول العالم الأخر التي وضعت لها مشاريع تالية للشرق الأوسط, وصنع رأي عام عالمي لها بين شعوب العالم على شاكلة دخول الجيش الفرنسي للبنان حين استقبله الشعب اللبناني وتحديدا الطوائف المسيحية منه بالورود.
فأمريكا تسعى لأن تصنع النموذج العراقي لفتح طريقة قادمة لها بين دول إفريقيا وشرق أسيا مصورة جيشها بالفاتح حامل مشكاة الديمقراطية في العالم والمخلص من الأنظمة الديكتاتورية على شاكلة صدام حسين وحركة طالبان وذلك عبر الشعارات التي تحملها مع حملتها وهي :
أ) الديمقراطية
ب) التعددية
ج) حقوق الإنسان
د) سياسات السوق
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن : لماذا العراق بالذات ؟
ببساطة لأن العراق عدا عما يحويه من ثروات هائلة من نفطية ويورانيوم وذهب خام وغيره, وعدا عن مكانته الإستراتيجية التي تحد من أي محاولة حتى مستقبلية روسية أو فرنسية لدخول المنطقة عبرها, بدءاً من أفغانستان ومحاصرة دول مثل إيران, فإن النموذج العراقي فيه عناصر نموذجية في رسم صورة المشروع الديمقراطي الأمريكي مما تتميز به العراق من (قبلية, وطنية , حزبية , عرقية, طائفية دينية ) ولذلك فإن العراق إن نجحت أمريكا في تعميم نموذجها فيه سيكون نموذجا لبقية دول المنطقة والعالم لتسهيل مهمتها نحو الدول البقية وتضمن حفظ مصالحها عالمياً.
د) إقامة الدولة الكردية : وذلك بهدف تقسيم تركيا وضرب العسكر المبني بنية أوروبية وخاصة (أتاتورك), بعد نجاحها طبعا بجعل معظم الوسط السياسي التركي يسير في فلكها في المجال المحيط بها مثل اوزبكستان وقبرص واليونان وغيرها.
إن العائق الذي يقف أمام أمريكا هو (العسكر) وهذا سوف يكون بوابة لاحتواء أوروبا والحد من تمرد فرنسا والتي كغيرها من الدول الأوروبية تدرك ذلك.
هـ) بناء قاعدة على الحدود الأردنية السورية العراقية تهدف إلى الحفظ على المصالح الأمريكية في كل المنطقة.
و) استكمال مشروعها القاضي بالحد من المجال الحيوي الإسرائيلي عبر إقامة الدولة الفلسطينية وللحد من مجال إسرائيل الحيوية أيضا عبر ما عبّر عنه( شمعون بيريز) في كتابه الشرق الأوسط الجديد وهو قيام دولتين عبرية وأخرى عربية على ارض فلسطين والتي من المحتمل ضم هذه الدولة إلى الأردن لتوطين اللاجئين الفلسطينيين.
ز) العمل على جعل العراق محرقة لحرق الوسط السياسي القديم فلا يكاد يمر أسبوع حتى تتناقل وسائل الأنباء خبر اغتيال رئيس جامعة أو سياسي قديم أو ضابط استخبارات بحجج مختلفة أبرزها ( أنصار النظام السابق).
فأمريكا تمارس هذه المحرقة في مذابح منظمة إلى جانب المذابح ضد المدنيين أشبه ما تكون بالمحرقة التي صنعتها في لبنان عام 1982 حين دأبت من لحظات الاجتياح الإسرائيلي للبنان على اغتيال نخبة من العلماء والمفكرين السياسيين الكبار من أمثال المفكر الشيوعي مهدي عامل ورجالات منظمة التحرير وغيرهم.
8) لقد ذكرت نصيا (أن (البيان الأممي ضد الإرهاب) قد أثار جدلاً ثقافياً صحياً راقياً بين المؤيدين لهذا البيان وبين المتحفظين وبين المعارضين لهذا البيان. فالاختلاف رحمة كما قال الرسول الكريم. والمغايرة هي لُب الديمقراطية التي ينادي بها الليبراليون صُبحاً ومساءً. وما صدر عن بعض الليبراليين من تعليقات قاسية وشخصية تجاه المتحفظين أو المعارضين لهذا البيان ما هي إلا وجهات نظر خاصة جداً، وعواطف فردية ذاتية، لا تُعبّر قطعاً عن رأي الفكر الليبرالي الذي يفتح صدره وذراعيه وعقله لكل فكر، شرط الحرية والكفاءة المعرفية في الجدل، وعدم اللجوء إلى التشنج والعصبية والعنف)
أستغرب أن يصدر هذا الكلام عن مثقف عربي حين يبرر هجوم الليبراليين أو ما تسميهم المثقفين الليبراليين على المعارضين للبيان المزعوم الذي تنظرون له حضرتكم وترفض أن يكون هذا الهجوم هو من الفكر الليبرالي فلماذا فكركم الليبرالي المسمى ديمقراطي لم يستطع أن يستوعب وجود قوى فكرية مغايرة له, وأي ديمقراطية يدعيها الليبراليين الذين يستنشقون هوائهم الأمريكي وفكرهم المؤمرك من أمريكا التي حظرت الحزب الشيوعي والانتساب له في أمريكا وادعت أن الاتحاد السوفيتي هو الديكتاتور وهي الديمقراطية لان الاتحاد السوفيتي حظر التعددية وهي فعلت كما فعل وحظرت الحزب الشيوعي والأحزاب الاشتراكية من أن تتشكل في داخل بنيتها الفكرية, وكيف تفرض هذه الدولة الديمقراطية على الدول أن تغير مناهجها المدرسية لتوافق الفكر الرأسمالي لتصبح الرأسمالية دين الشعوب ويتربى عليها الأجيال منذ الصغر وتأتى في النهاية لتقول الديمقراطية الليبرالية ؟؟؟
9) تعود للتنظير لأمريكا مرة أخرى واصفها وواصفاً مؤيديها ومنظرين فكرها بقولك :
وكانت رياح هذه الأفكار الآن هي الإرهاب. ولقد سبق فكر الليبراليين ورؤاهم التشكيل التنظيمي المعهود في العالم العربي، على عكس تكوين الأحزاب السياسية والتنظيمات الثقافية التي تبدأ بالأفراد وتنتهي بالأفكار. فرغم الأفكار الكثيرة المشتركة بين الليبراليين الذين يُعدون الآن أكثر من ثلاثة آلاف مثقف من كافة أطياف الثقافة والفكر العربي، وهم من وقعوا على (البيان الأممي ضد الإرهاب) الآن، إلا أنهم ليسوا تنظيماً سياسياً ولا منظمة ثقافة، ولا مرجعية لهم. فكل واحد منهم هو مرجعية فكرة، ولا دولة تساندهم غير دولة الحق والفكر، وهي دولة حرة حرية مطلقة.
أليست دولة الحق والفكر والديمقراطية هذه يا سيد شاكر هي ذاتها الدولة التي أبادت 30 مليون هندي أحمر وبنت مجدها من جماجمهم, وبنت فوق رفاتهم تمثال الحرية المهدى لها من فرنسا !!!
أليست دولة الحق والفكر والديمقراطية هذه يا سيد شاكر هي ذاتها التي ألقت أطنان المتفجرات من طائراتها على هانوي وقنابلها الذرية على هيروشيما ونكزاكي.
أليست دولة الحق والفكر والديمقراطية هذه يا سيد شاكر هي نفسها التي قصفت طائراتها مصانع الأدوية في السودان ؟؟
أليست دولة الحق والفكر والديمقراطية هذه يا سيد شاكر التي قصفت طائراتها المستشفيات في الصومال ؟؟؟
أليست دولة الحق والفكر والديمقراطية هذه يا سيد شاكر أمريكا ومن خلفها بريطانيا هي التي بدأت باتهام العرب والجاليات العربية فيها بالإرهاب وأذكرك بهذه الحادثة التي ذكرها كتاب أسمه ( المواجهة بين الإسلام والغرب ) للدكتور محمد مورو وقد طبع ( الطبعة الأولى ) هذا الكتاب في سنة 1993م وقد سجل في الصفحة ( 25 ) هذه الفقرة : ( وفي بريطانيا شهد عام 1991 موجه من العنف الدامي ضد المسلمين، خصوصا في المدن التي تشهد تجمعات إسلامية كبيرة ، مثل منشستر وليفربول وبرمنجهام ، فقد ألقيت ثلاث قنابل على المساجد في تلك المدن ، وأحرق مسجد رابع في بلدة ووكينج غربي لندن ، بالطبع لم تشذ أمريكا عن هذه القاعدة ، فتصاعدت خلال نفس العام أيضا أعمال العنف الجسدي والنفسي ضد العرب والمسلمين، بل إن فرع مكتب التحقيق الفيدرالي قد استدعت عشرات الألوف من الشبان العرب والمسلمين وكان أغرب تصريح في هذا الصدد قد جاء على لسان ويليام شستر رئيس مكتب التحقيق الفيدرالي قال فيه : ( إن من هؤلاء المسلمين إرهابيين محتملين ).
دول الديمقراطية والحق يا سيد شاكر النابلسي هي التي تعتقل الأبرياء لمجرد أنها تعتقد أنهم سيكونون إرهابيين في المستقبل وتأتي لتقول دول الحق والديمقراطية ؟؟؟
وحتى أختم هذا الحوار حول دولة الحق والديمقراطية أورد إليك هذا الموقع لمنظمة هيومان رايتس ووتش وهو يحتوي على أبرز جرائم أمريكا دولة الحق والعدل والديمقراطية فقط في العام 2004 في العراق يمنكم الإطلاع عليه وتقرر بنفسك وتقارن عن حجم الخسائر التي أوقعها الإرهابيين وبين الإرهاب الأمريكي
http://hrw.org/arabic/usa/
10) وفي سردك حول أفكار و أقوال القرضاوي جاءت نصوص عديدة تنقلت بينها أورد منها قولك : (والشيخ القرضاوي هو الداعية الذي يحرض الأطفال من أبناء المسلمين على العمليات الانتحارية ويقول في فتواه : هناك نوعان من الجهاد: أحدهما جهاد الطلب وهو فرض كفاية لا يَخرج إليه كل الناس، والأخر فرض عين إذا اغتصب أرض المسلمين وجب علي المسلمين جميعاً انوا, فيخرج الولد دون إذن والديه". وأضاف "أن ما يفعله أطفالنا في فلسطين يستحق الفخر. واصفاً هؤلاء الأطفال بالأشبال الأسود الذين تتباهي بهم الأمة).
وكذلك قولك : (إلا أن الشيخ القرضاوي تابع حملته على "البنوك الربوية" لصالح "البنوك الإسلامية" والاقتصاد السلفي،).
فكما هو معروف لدينا أن الشيخ القرضاوي ليس سلفياً وإنما من الداعمين لحركة الإخوان المسلمين ويعتبرونه ولا أعرف تحديدا هل يعتبر هو أيضا نفسه منهم كما يعتبرونه هم, وإن السلفيين يرفضون الكثير من فتاوى القرضاوي وخصوصا تلك المتعلقة بالأحوال الشخصية الإسلامية والعلاقات الزوجية ولست أيضا بصدد مناقشة أفكار القرضاوي بقد ما أنا أستهجن هجومك على رفض القرضاوي للبنوك الربوية الرأسمالية التي أغرقت الكثير من أبناء الأمة العربية ولو تم عمل استفتاء عن نتائج هذه القروض لرأينا نتائجها البشعة التي كلفت الكثير من المواطنين بيوتهم التي رهنوها للبنوك عبر الفوائد المركبة التي يتقاضاها البنوك و أصحاب رؤوس الأموال والجشع الذي تمارسه البنوك وعلى رأسها صندوق النقد الدولي الذي إمتلك حق التحكم في سياسة واقتصاد الدول المقترضة منه بفضل زعماء هذه الدول الذين أسقطوا دولهم في الهاوية بفضل هذه القروض الربوية التي تنظر لها حضرتك والتي لا أعتقد أنك كنت أحد الواقعين في مشقاتها بفضل التنظير التي تمارسه ليل نهار لسياسة أمريكا في العالم.
وأما فيما يتعلق في العمليات الإستشهادية أو كما تسميها انتحارية, فلا أعتقد أن أهل فلسطين أو الأمة العربية أو الأمة الإسلامية قد فوضوك أو وظفوك مفتياً أو طلبوا منك فتوى شرعية أو طلبوا فتوى السيد القرضاوي الذي أفتى بتحريم هذه العمليات في عام 1993م بسبب موقف منظمة التحرير وتحديدا ياسر عرفات إلى جانب العراق في حرب الخليج الثانية, وهذا العمل الذي يراه القائم فيه مشروعاً ضد محتل دخيل جاء كرد فعل لتخاذل أمثالك من الليبراليين المرحبين بالاحتلال الأجنبي على أراضينا العربية, وتخاذل الجيوش العربية عن نصرة الشعب المقاتل المدافع عن حقه المشروع والتاريخي على ارض فلسطين, ولو وجد الشعب الفلسطيني من ينصره ويقدم له السلاح ويقف بوجه المجازر الإسرائيلية ( الغير إرهابية من وجهة نظرك لأن إسرائيل تمارس حق الدفاع المشروع) لما لجأ لهذا النوع من العمليات التفجيرية التي تدل على مدى عجز القيادات العربية ومنظرين الأمة العربية من أمثالكم على تقديم يد العون لمقاومين عرب ولشعب عربي أصيل يقاوم الاحتلال الرأسمالي على أرضه.
11) أما فيما يتعلق بفتوى الجهاد التي تدعي أن الكثير من مشايخ السعودية قد رفضوها, فيبدو انك لا تتابع وسائل الإعلام والأمريكية منها لترى أن علماء الدين في السعودية قد اصدروا مؤخرا فتوى بوجوب تقديم الدعم المادي والمعنوي للمجاهدين في العراق وأن الحرب ضد الأمريكان في العراق هو جهاد شرعي لا غبار عليه ويجب دعمه بالمال والسلاح حتى خروج أخر جندي أمريكي من العراق وحتى خروج أخر شركة أمريكة نفطية تسرق خيرات العراق وحتى يقيم العراق دولته, وفيما يخص المدعو المرجعية الشيعية الكويتية العليا الشيخ محمد باقر الُمهري صاحب الفتاوي السياسية لا الدينية والذي أصدر فتوى بأن قتلى جيش المهدي ليسوا مقاتلين ولا شهداء فأعتقد أن الموضوع بحاجة لإعادة النظر فيه, فليس محمد باقر الُمهري مرجعية شيعية تمثل الشيعة في العراق وإنما يمثل نفسه ويمثل شيعة الكويت فقط والحوزة العلمية في العراق هي الوحيدة التي تمثل شيعة العراق فقط على ما أعتقد, إلا إذا كانت الحوزة العلمية لم ترق لأمريكا ومنظريها فالأمر مختلف.
12) وأخيراً وليس أخراً لماذا الحرب الآن ضد للإرهاب, ولماذا لم يكن هنالك تعريف للإرهاب إلا عندما خطفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الطائرات الأمريكية والإسرائيلية عام 1970م لتدويل القضية الفلسطينية وتوضيح صورتها للعالم مما لم يرق لأمريكا وبريطانيا والدول الداعمة لدولة الإرهاب الأولى في العالم أمريكا فاتهمتنا جميعا بالإرهاب؟.
لماذا لم يكن هنالك تعريف للإرهاب عندما ألقت أمريكا أطنان المتفجرات من طائراتها على هانوي وقنابلها الذرية على هيروشيما ونكزاكي وحين أحرقت أكثر من 30 مليون هندي أحمر !!!.
لماذا لم يكن هنالك تعريف للإرهاب حين ارتكبت العصابات الصهيونية عام 1948 وما قبله المجازر بحق الأبرياء والآمنين من السكان في دير ياسين وكفر قاسم وغيرها ولماذا تعتبرون العمليات الإستشهادية هي إرهاب فلسطيني بينما لم نرى لكم تصريح أو شجب لعملية اغتيال مقعد مشلول الجسد عند ذهابه للمسجد؟؟
وهل الإرهاب هو أن نقتل المحتل أم الإرهاب تهجير السكان من وطنهم الأصلي ؟ وتشريدهم في بقاع الأرض ؟؟؟
من يقف وراء هذا الكم الذي تدعيه 3000 منظر ليبرالي للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ؟
كلنا ضد الإرهاب, أنا وأنت وكل إنسان لديه حس إنساني ضد الإرهاب
ولكن عن أي إرهاب تتحدث؟ ...
وما صيغة هذه الوثيقة الموقعة التي تقول عنها والتي وقعها جهلاء
هل تضمنت قائمة الإرهاب المزعومة الجنود الإسرائيليين
هل تضمنت العصابات التي شكلها المستوطنون لقتل المدنيين الفلسطينيين ؟
هل تضمنت هذه القائمة قتلة العلماء بالعراق من غير الإسلاميين
فليس الإسلام وحده هو الإرهاب
أنا لا أدافع عن أحد ولا يعنيني أحد كي أدافع عنه ولم يسبق أن تلقيت بيانات تهديد ووعيد من السلفيين الذين تقول عنهم أنهم كانوا وراء التهديدات التي تلقتها محطة العربية وتلقاها مخرج مسلسل الطريق إلى كابول رغم أني كنت ممن شنوا هجوما عنيفا على عصابات الإجرام الإرهابية في العراق التي كانت وراء قتل الأطفال والمدنيين والعلماء قناعة مني أن يقوم بعمل كهذا يستحيل أن يكون مقاوماً, وليس إلا مرتزقة أمريكيا من أمثال الزرقاوي إن كان هذا الزرقاوي حقيقة.
وبنفس الوقت لا اتهم ....
ربما لي وجهة نظر مما يحدث بالعراق وعن بعض الفئات التي تقاتل باسم الإسلام والتشدد إليه والدين هذا بريء منها
ولكن هل بنظر الجميع أن الزرقاوي الإرهابي المزعوم هذا إن كان حقيقة هو أمريكي يعمل لخدمة مصالح أمريكا, أم كما يسميه البعض خليفة المسلمين ؟؟؟.
أنا وأنت والجميع نعرف تمام المعرفة أن أمريكا وراء ثلث الأحداث في العراق,
فالمقاومة التي تسمونها انتم يا سيدي إرهاب, لا تقتل طفلا يسير في شوارع المدينة
ولا تقتل شرطيا انتسب للشرطة العراقية ليطعم أفواه جائعة خلفه
وليست المقاومة من قتلت العراق وشعب العراق وعلماء العراق
هل نصت وثيقتكم المزعومة على محاكمة شرعية لشارون ؟
هل نصت وثيقتكم على أن القمع الذي تمارسه الأنظمة العربية ضد شعوبها هو إرهاب ؟
هل نصت وثيقتكم على أن اعتقال آلاف من البشر في غوانتانامو بدون محاكمة وبدون سؤال هو من باب الإرهاب ؟؟؟
هل نصت وثيقتكم على أن الضباط الذين مارسوا الإرهاب في سجن أبو غريب هم من الإرهابيين ؟؟
لا اعتقد
فالإرهابي بنظركم هو من لا يعتنق الرأسمالية دينا وشرعا وحياة وعقيدة .
الإرهابي بنظركم من يصلي الفجر ويمضي ليلتقط كالعصافير قوت عياله, فتصطاده بنادق الجيش الإسرائيلي.
الإرهابي هو ذلك الثوري الغارق حتى ركبه بدم أطفاله في الفالوجة.
الإرهابي بنظركم هو من يقول لا لأمريكا ولمصالح أمريكا.
لا يا سيدي شاكر ليس هذا الإرهاب.
بل الإرهاب هو أن نقول نعم لمن يأتي على ظهر حاملة طائرات ليدق جسورنا وبيوتنا ونحن آمنين نائمين في بيوتنا, نأكل خبزنا مغمسا بذل حكامنا وذل دولة حضارتكم أمريكا.
إخرجوا من أرضنا
من بحرنا
من برنا
من كل شيء وأخرجوا
آن أن تنصرفوا
كفاك تنظيرا للرأسمالية القذرة يا سيد شاكر واعد النظر في ما تقول.
أنا ضد صدام وجرائم صدام, أنا مع حلبجة وشهداء حلبجة ولكنني بنفس الوقت ضد أمريكا أكثر التي فاق شهداء الشعب العراقي جراء غاراتها وهمها للبيوت وقتلها للسكان الآمنين مئات الأضعاف من قتلى حلبجة.
أنا ضد الزرقاوي ولكني ضد من صنع الزرقاوي.
أنا ضد التشدد ولكني ضد أن يقتل الآمنون في مساجدهم وبيوتهم بحجة إرهابكم .
أنا ضد من يقتل الناس ولكني ضد أن يكون الحاكم هو من يرقد على جثث 30 مليون هندي أحمر
أمريكا يا سيدي ليست الحضارة وليست الديمقراطية وليست التعددية وليست سياسات السوق.
أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا