|
قالوا أرح عينيك من طول السهر |
وأرح فؤادك من أنينك والضجر |
قالوا أقم للشعر مملكة بها |
من كل غانـــية منعمـــة أثر |
وارسم لنا من جسم ليلى لوحة ً |
تتنافس الألوان فيها والصور |
أثخنت شعرك بالجراح كأنما |
تسعى إلى تغيير ما صنع القدر |
هذا هو الأقصى ملأت قلوبنا |
حزناً عليـه ولم يزل قيد النظـر |
هذي ربى بغداد أمحل روضها |
فهل استعاد الشعر منها ما اندثر |
هذا الخليج مضرج بدمائهِ |
أترى القصائد سوف تجبر ما انكسر |
خدر مشاعرنا بأغنية الهوى |
فلقد تعودت النفوس على الخـدر |
لقن نجوم الليل أغنية الهوى |
واسكب رحيق العشق في أذن السحر |
عفوا بني قومي فلست بشاعرٍ |
يملي على الكلمات أمزجة البشر |
هذي جراحكم التي أُصْلَى بها |
أشدوا بها شـدواً يخالطه كدر |
سأظل أعزفها على وتر الأسى |
حتى أرى في الأفق تلويح الظفر |
من أين تبتسم القصائد في فمي |
والحزن يملأها بأصناف العبر |
أنا لست زماراً إذا نادى الهوى |
لبى وإن نادى منادي الحق فر |
أنا لا أريد لأمتي إلا مداً |
رحبا وبعداً عن مضاجعة الحفـــر |
أنا أيها الأحباب قــلبٌ نابضٌ |
أنا لست تمثالاً ولا قلبي حجر |
كم طفلةٍ في أرض بغداد اشتكت يتماً |
وكم عين مدامعها مطـــر |
أوَ ما ترون يد الحوادث لم تزل |
فوق الخليج تدق ناقوس الخطر |
أوَ ما ترون الأقربين استخدموا |
فينا سلاحاً ليس يبقي أو يذر |
أو ما ترون الليل يغمر أمتي |
لا نجمهُ غنى ولا رقص القمر |
كم غادةٍ تبكي على العرض الذي |
لعبت به أيدي قراصنة البشر |
لو أنني سخرت شعري للهوى |
لجعلت صخر الحب في أرضي مدر |
وجعلت إعراض الصبايا رغبةً |
ولويت بالإصرار أعناق الحذر |
وبنيت من شعري لكل مليحةٍ |
قصراً من الأشواق فيه لها مقر |
لكن لي قلباً إذا سليتهُ |
ألوى العنان وراح يخفق بالضجر |
هاتوا فؤاداً لا يحس بما جرى |
هاتوا عيوناً لايأرقها السهر |
وخذوا أرق الشعر مني واسمعوا |
أخبار من وصل الحبيب ومن هجر |
لا تطلبوا مني اغتيال مشاعري |
لا تمنعوني من مواصلة السفر |
لا تسألو عن نار حزني إنها سقرٌ |
أما تدرون ما معنى سقـــر |
لا تسألوا عن طعم حزني إنه |
كالمر بل هو من مرارته أمرّ |
عفواً بني قومي فإن قصائدي |
جسراً إلى أملٍ قريبٍ منتظر |
ادعو إلى الإسلام دعوة شاعرٍ |
شرب الأسى من أجلكم وبه انصهر |
بيني وبين الشعر عهدٌ صادقٌ |
أن نجعل الاسلام مبدأنا الأغر |