|
يكفي ، أراك رميت السهم في كبدي |
بنت الكرام وما بالقلب مـن جلـدِ |
كفِّي عيونك ، عين الحور ساحـرة |
تسبي القلوب كطير منشـد غـردِ |
إن كنت مخطئة في الرمي فاعترفي |
أو كنت قاصدة يا عين فاقتصـدي |
لا تكثري من رماءٍ، إننـي كلـف |
عف المشاعر صب أعـزل الكبـدِ |
إلا تَكُفِّي فـلا تأسَـيْ علـى وَلِـه |
إن هاله حَوَرٌ يا رِيـمُ فاجتهـدي |
إني وقعت اسيـر الوُجـد منفـردا |
والأسر يسلب عيشَ الأُنس والرغدِ |
يبقى الأسير رهين الموت من رهب |
إلا أنا فَقُيودُ الأسـر لـي سَنَـدي |
ترنو بطَرْفٍ يَرُوعُ القلب من حَـوَرٍ |
نجـلاء غانـيـة ربعـيـة الأَوَدِ |
مفترة الثغر من بِشْرٍ إذا ابتسمـت |
حسبتها فَلَـقَ الإصبـاح إذ يَـرِدِ |
كأنها قمـر فـي الأُفْـقِ مرتفـع |
ميساء تذهـب بالألبـاب دون يَـدِ |
يزورني سَحَراَ والنـاس هاجعـة |
طيف لها فيثير الوُجْدَ فـي خَلَـدي |
خيالها بِفُـؤادي قـد ثـوى نُـزُلا |
لا لن يفارقـه يومـا إلـى الأبـدِ |
ما عدت محتمِلا نسيانَـه عَرَضـا |
قد صار يلزمني كالبُضْعِ من جسدي |
بنـت الأكـارم لا سـر فأكتـمـه |
إني أبوح بـه مـن غيرمـا قَـوَدِ |
إنـي أحبـك حُبًّـا لـو تقاسمـه |
كل البرية لاستغنـوا عـن المَـدَدِ |
حبي يفوق جميـع العاشقيـن إذا |
ما قمت أُنْشِدُ صار القوم في كمـد |
هم يحسدوني على حبي فيا عجبـا |
حتى على الحب لا أخلو من الحسد |
ما ذاك إلا لأني في الهـوى وَلِـهٌ |
عَفُّ المشاعر لا ألوي علـى أَحَـدِ |
لا أبتغي الفُحشَ في مرماي، لا أبدا |
والله شاهد ما بالقلـب مـن جَلَـدِ |
فالوُجْدُ ليس حديث الفُحشِ إن لـه |
قَدْراً يَصُدُّ دُعاة الخُبْثِ فـي الأَمَـدِ |
أُهدي إليكِ ورود الـوُدِّ فاستلمـي |
منها الذي يُبهجُ الألبـاب إن يَفِـدِ |
إن كنتِ سائلـةً يومـا فمُنطلَقـي |
في الوُدِّ طُهرٌ عَفَافٌ ظَاهرُ الرشَـدِ |