|
فَدَيْتُكَ موطِني وَوَهَبْتُ عُمْرا |
سَقَيْتُكَ من دَمي عِزّاًونَصْرا |
أتَيْتُ ندى الشَّهادةَ في الجبينِ |
أُقَاتِلُ طائعاً وأفيضُ صبْرا |
أصيحُ مُكَبِّراً وثراكَ يعْدو |
يُقَبِّلُ هامَتي ويضمُّ صَدْرا |
وقَفْتُ أمامَ من عاداكَ دِرْعاً |
وأضْرمَ في ظلامِ الّليلِ غَدْرا |
بِلادِيَ قد بَرَرْتُكِ ليْسَ إلاَّ |
فَحُبُّكِ في الْفؤادِ يَمُدُّ جِسْرا |
أُقَلِّدُكِ السَّعادَةَ من سروري |
أُقَدِّمُ راحَتي لِعُلاكِ مَهْرا |
أُحَلَّيكِ السَّلامةَ من صمودي |
وألْتَحفُ الشّهادة مِنْكِ دَهْرا |
وأُقْسِمُ بالإلَهِ بأنْ تسودي |
وشَرْعُكِ في الدُّنا يَفْتَرُّ طُهْرا |
أنا يادارُ نحْوَ اللهِ ماضٍ |
ورَمْلُكِ من دَمي سيفوحُ عِطْرا |
شَهَيدٌ تُقْبرُ الأعْداءُ فيهِ |
ويُرْفعُ مَوْطِنُ الإسْلامِ حُرَّا |
ستَذْكُرُهُ الدِّيارُ بِكُلِّ فَخْرٍ |
وقَدْ نَصَبَ الِّلواءَ وجلَّ ذِكْرا |
يُشَيِّعُهُ الدُّخانُ1 وكُلُّ شَمٍ |
لهُ انْفَطَرَ الجمادُ وذابَ صَخْرا |
فكمْ تَرَكَ الشَّهيدُ من الْمزايا |
لأهْلٍ حينَ زادَ الأهْلَ قَدْرا |
وكمْ نَحلَ الْعَقيدَةَ من ثباتٍ |
وجَرَّعَ زُمْرِةَ الإرْهابِ قَهْرا |
سلامٌ للشَّهيدِ تَراهُ يَعْلو |
ويُقْبِلُ من خِلالِ الرِّيحِ صَقْرا |
يَسيرُ إلى الْفِداءِ بِروحِ قِرْمٍ |
يُشَيَّعُ سيداً ويظلُّ فَخْرا |
يُبَكِّرُ للغزاةِ بكلِّ عَزْمٍ |
يُناحِرُ حاقِداً ويسُدُّ ثَغْرا |
يُشَمِّرُ عاشِقاً لِحِياضِ مَوْتٍ |
يُفاخِرُ بالدِّما ويرومُ أجْرا |
كأنَّهُ للشَّهادَةِ جاءَ يَسْعى |
وحُلْمَهُ للْجِنانِ يَمُدُّ جَذْرا |
لَعَمْرُكَ من يفوقُ مُنى الشَّهيدِ |
يُعَلَّقُ في سما الْفِرْدَوْسِ دُرَّا |
فَمَرْحىَ لِلشَّهيدِ وما غَنِمْهُ |
عشيقُ الْحورِ حلَّ الْيَوْمَ قَصْرا |
ومن رَغِبَ الْمَهانةَ ذابَ فيها |
وحُقِّرَ من جنودِ الطُّهْرِ قَسْرا |
تَلَقَّاهُ الْمذابحُ مثل طَيْرٍ |
تَعَثَّرَ في فِخاخِ الصَّيْدِ فَجْرا |
يُسَلِّمُ مُذْعِناً بالذَّبْحِ راضٍ |
يُقَطَّعُ بالْمُدى وَيُقَصُّ شَطْرا |
يُكَفَّنُ في مخازي الذُّلِّ رماً |
يُدَثَّرُ في سَدِيمِ الْقَبْرِ جَمْرا |