من عرف محمّد عريج بأدبه الجمّ وروحه الجميلة سيكتشف أبعاد شعره المتألّق...إنه ملك القوافي الذي أعاد للقصيدة المغربية العمودية والتفعيلية مكانتها في أذهان المشارقة الذين لايعرفون عن شعرنا الكثيرحد اتهامهم لنا أننا لانكتب شعرا في المغرب بل و كل من هب و دب هناك يكتب النثر فقط وهذا سمعته بأذني هناك واستغربوا أن هناك شعراء مغاربة شباب يكتبون هكذا
محمّد عريج شخصيّة رائعة ومؤدّبة للغاية...
يمتلك ثقافة مذهلة تفوق عمره بكثير...
وقصائده تشفّ عن تميّزه..وقد تألق كثيرا عبر مراحل أمير الشعراء بقناة أبوظبي خاصة في حلقة الخميس الماضي وأبدع في النص الاختياري و كذا النص الاجباري... نتمنى من كل الجمهور العاشق للقصيدة الباذخة و من المبدعين و الفعاليات الثقافية التصويت عليه ليستمر هناك صوت المغرب الشامخ
الجدير بالذكر ان شاعرنا أستاذ مادة الرياضيات وكما أجاد الحساب أجاد االشعر..
أتمنّى له الخير والنّجاح وأعتزّ بصداقته وأخوته...ولنا به لقاء لنحتفي به ان شاء الله..
وهذه قصيدته التي تأهل بها الى المرحلة الثانيةوتركت صدى طيبا لدى اللجنة و جمهور شاطئ الراحة و جمهور قناة ابوظبي من المحيط الى الخليج .
ما زال يمعن في الرحيل
لم يبْقَ من وطنٍ يسـير أمامَهُ
يمضي وقد بلغ الرحيلُ تـمامَهُ
ما بين قافيتيْـن أودعَ نـجمةً
ليضيءَ من رؤيا السّماءِ كلامَهُ
متوضّئٌ بدموع غيمتهِ الّتـي
كانت تُظِلّ إذا مشـى أحلامَهُ
صاحت صحارى خلفَهُ وهوَ الّذي
قد عاش يشعِلُ في الرمالِ غرامَهُ
ويرتّل النّخلَ الـمسافرَ في المدى
آيـاتِ عشـقٍ حين يرفعُ هامَهُ
للعشـقِ أشجـارٌ يقيلُ بظلِّها
فيزورُ عصفورُ الوفـاءِ منامَـهُ
أغفتْ بعينيْهِ حكـايةُ جرحِـهِ
وبكى فخطّ على الثّـرى آلامَهُ
حَمَلَ الطّفولةَ فـي حقيبةِ قلبِـهِ
كي يعبُـرَ الطّفلُ المضيءُ هُلامَهُ
يسـري تشاغبهُ الظّنون فيرتمي
فوق الغيـابِ مصدّقاً أوهـامَهُ
ما زال يبحثُ عن خيوط حقيقةٍ
أخرى ليحضـنَ راضياً أيّـامَهُ
ما زال ينْزِفُ فِي الرّحيل حنينَهُ
ويضمّد الذّكرى بـحُلمٍ رامَهُ
قد غــادر الصّحراءَ، إلاّ أنّهُ
ما زال ينصبُ في العراءِ خيامَهُ
الليلُ وارى ظلَّـهُ، والرّيح قد
سرقتْ خطاهُ وشرّدت أقدامَهُ
لَم يلتفت إلاّ ومـرّت نسمةٌ
حَملتْ إليه من النّخيلِ سلامَهُ
وتلوح في عينيْهِ صورةُ أمّـهِ
تُؤوي لصدرِ حنانِـها أيتامَهُ
وتَمدّ في الصّلواتِ حبلَ دعائها
فتَجُبُّ في صلواتِـها آثـامَهُ
لَم يلتفتْ إلاّ رأى صحـراءَهُ
ثكلى تضمّ مع الحنين حطامَهُ
هو طفلُ ذاك الرّمل فارقَ ضرعَهُ
من قبل حتّى أن يُتمَّ فطـامَهُ
ذكرى التّراب تقيمُ بين جفونِهِ
قمراً يبدّدُ فـي الغيابِ ظلامَهُ
صلّـى فقبّـلَه بـجبهتِهِ أبٌ
حانٍ، وكم يصلُ الثّرى أرحامَهُ!
ما زال يُمعِنُ في الرّحيل، فإنْ يَعُدْ
فلكيْ يواريَ في التّرابِ عظامَهُ