لست ملاكا
"أعترف أني لم أكن يوما ملاكا,ولكني أتقنت لعبة التضليل حد الاحتراف"
في دمي بقايا كذب لزج,ينزلق بين خلاياي دون أن تكتشفه أكثر الأدوات تطورا,أمنحه لمن أريد ويرتد لي صدقا,أبلله بقوس قزح ليلائم شقاوة فصولي.
أضع الخطط لأغازل الحياة أوقعها في حبائلي..فتغازلني كأنها لا تحب أحدا سواي,وتفتح لي ذراعيها ثملة .
كلماتي قليلة ولكنها تتلون بين يدي,وأطوع فحمها فيركع تحت سطوتي منيرا,أعري ما أردت منها بلا خجل, ويعلو لي التصفيق والهتاف.
أراود موج الشاعر بمكر مرات عديدة ليفيض على ضفتي القاحلتين ,يدفعني في ذلك داء أنانية تفشى في مدن جسدي وشهية غريبة , ولا ألتمس للتأخير عذرا ,فيُقبّل بحره وجنتي ضفافي وتخضر انتشاء, ويعتذر الشاعر إن عانده الموج أو تباطأ.
أفتح عيني الصباح على ساعتي ليمنحني إشراقة يومه ..أُشغل بها وأدير له ظهري ويحفظ لي الموعد التالي.
أغري البرتقال وأمتص شهيقه بلهفة مجنونة وتنحني بياراته محيية.
تتنوع البسمات على وجهي لتلائم أي طارئ ثم استقبل المديح لبشاشتي الدائمة حتى في أصعب الظروف.
أخادع الطير فيعيرني أجنحته ويجلس في القبو المظلم منتظرا عودتي..أطير لأخون الحلم مع حلم أكبر ويبقى لي مخلصا وفيا.
أداعب الصغار لأشبع شهوة الطفولة الراقدة في روحي,فيغدقون علي طهرهم البريء وأتوج أما عظيمة.
أسوغ السطو على بقايا وقت ليس لي وأرشوها لتفسح لي,,أربت عليها فتستريح تحت يدي ,أحمّلها ما يزيد عبئها لأستريح..يبسم صاحبها ويقدم وقته لي خاتم أمانة في أصبعي.
أتلذذ بالغيبة في مجالس السمر وأتفنن بها..يبهر الحضور وياتي المغتابون فرحين ..يثنون علي ويصفقون لي.
أصرح الان بهذا كله ,أصرخ به, واعتذر عنه, وأغاظني نعتي بملائكية بريئة مني..وأي ملاك يقبل بأنانيتي؟؟؟
فكيف تجرؤ؟؟ ..وهل اتضحت أو تشوهت الرؤية الآن؟؟؟