أتُبنى حولَك الأطُرُ
محمد العلوان
أتُبنى حولك الأطُرُ
ومنك الشعرُ يعتذرُ
وتحكي قصّة الموتى
لمن ماتوا وما قبروا
وترنو للمدى دهرًا
وعن عينيك تفتقرُ
تحاكي ليلةً عبستْ
بها الأضواء والصورُ
وتجري نحو قافيةٍ
سباها الهمّ والكدرُ
وما زالت بها الكلما
ت كالكانون تستعرُ
تشوَّقها إلى اللقيا
حنانٌ ضائعٌ حذرُ
سنيناً أنت تهواها
سنيناً أنت تُعتصرُ
سنيناً غاية ظلّت
لها الأيام تنتظرُ
يرددُ بعضها لحنٌ
به الألحان تبتكرُ
ترنَّم في غياهبه
شجىً في القلب يحتضرُ
وتسألُ هل أتى فجرٌ
به الأنوار تزدهرُ
وتهفو نحو محرابٍ
به الأطياف تنتشرُ
تساهمُ في قراءتها
وتجلس حولها الفكرُ
وتحفظها بآنيةٍ
تحاشى لمسها البشرُ
ألا يا نفس ُ هل دارتْ
بي الأحداث تختبرُ
وهل أرضى محيّاها
وجيبٌ صادقٌ عطرُ
فأشقاها وأسعدها
أنينُ فيه تأتمرُ
وأذكى شعلة اللقيا
ورودُ العين والصَّدَرُ
بأحلى ما رأت روحي
وما جادت به العُصُرُ
فتضحك رغم آلامٍ
عصيّاتٍ لها أثرُ
وما أسرى سوى ليلٍ
توجَّس صمتَه الخبرُ
1986