السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية تأكدي أنّأ هنا لنتعلم من بعضنا البعض ، ولا تنسي أن الاتجاهات النقدية والمدارس الشعرية متعددة ..
بعبارة أدق يجب أن نركز في كتاباتنا على ما يفهمه المتلقي من رسالة تفيده في حياته ككل .
فالخوض في غمار النقد ما زال بحاجة إلى لمسات جدية لتحسين التشويه القائم في النقد العربي ، الذي ما زال ينجر
وراء النظريات النقدية العقيمة والتي تصور الشعور على أنه معادلات رياضية وتوالي هندسية متجاهلة أن الأدب
ككل شعره ونثره إحساس و إفصاح وتعبير عفوي معبر ومؤثر لا غابة محاطة بالسياج الخانق الذي يقتل روح
الفكرة والقصيدة ..
وإن يكن فلا بد من التوقف في نصك المعبر عن أمر مهم لا يمكن لأحد منا تجاهله .
وأبسط فائدة أبعثها لك هو التبحر والقراءة المكثفة في مجموعة من القصائد المختلفة الأغراض وإن استغرق منك
أياماً أو حتى أشهر فبعدها ستجدين أنك قد غصت أعماق الشعر البهي والرائع والمدهش .
ومع ذلك لا يمنع من أن نبدي أي إشارات في النص .. ولكن لي عودة إن شاء الله ..
(( لا لن أوافـيَ دربكـم يـا إخوتـي
أبــداً فقلـبـي مُبْـتَـرٌ منـهـارُ
يا قاتلـي إحسـاسَ زهـرٍ أنصتـوا
فاليـوم تُكْتـبُ (فيـكـمُ) الأشـعـارُ
من ذا الذي قـد قـال إنَّ الشعـر لا
يُؤتـي( ثمـارَ) و تكبُـر الأشـجـارُ
هو جاهلٌ من قال ذاك و مـن حكـى
هـو نـاعـقٌ و منـافـقٌ غــدّارُ
يا من فتى في الشعر مهـلاً (استمـعْ)
إنّ الـكـلام يـزيـدهُ الإصــرارُ
قلْ ما تقولُ.. الشعر مصـدر عزّنـا
يـا ذا البلاغـة أيّـهـا المخـتـارُ
سبحان ربّي قـد (تمخْتـر) مـن بـدا
بالجهـل.. تأسـر عقلـه أســوارُ
مسكيـن أنـت فقـد حُرِمـتَ (ملـذّةٌ)
و (حـلاوةٌ )لـم تـمـزجِ (الأقـتـارُ)
يـا صـاح إنّ الشعـر (فيـه) منعـةٌ
(لَبِهـا) يُصـدُّ الصخـر و الأحجـارُ
هو من حمى تلك الديار و من سمـا
و بـه بـقـوا و تخـلّـدت آثــارُ
أُفْنـتْ أنــاسُ و ظـلّـه (يـتـردّدُ)
بـاقٍ صـداهُ مـا بـقـت أقــدارُ
غنّي أيا شعـري البهيـج (المنهمـرْ)
سطّـر حروفـاً إنّـهـا الأنــوارُ
فالشعـر بلسـم جرحـيَ (المتعـثّـرِ)
و (دواءُ لـي يجـري كمـا الأنهـارُ)
دوماً يواسينـي و يرعـى مهجتـي
بنـدى الحـروف (لَتَنبُـتُ) الأزهـارُ
يا كلّ من في الأرض (اسمع و انتصب)
إن الشعـور تصـوغـه الأشـعـارُ
و شعورنا مهمـا بقـى هـو ذاهـبٌ
إلّا الحـروف فمـا لـهـا أعـمـارُ
لوّنْ أهازيـج الشعـور أيـا أخـي
فلعـلّ شعـرك بــارعٌ مــدرارُ
إن كان ذاك لـك التهانـي صاحبـي
فالشعـر دومـاً صــادقٌ فــوّارُ
لا يرتضـي ظلمـاً و لا أبـداً بـدا
بالضعـف.... لا يفنـى و لا ينهـارُ
هذي قلائل بعـض مـا لا (يحتصـى)
فبـه بـمـا لا (ينتـهـي) أســرارُ))