على عتبة كل عام جديد .. يقف المرء ملقياً نظره على العام المنصرم...
يقف للحظات صمت يفكر في أيام مضت .. ليقول لها وداعاً
فهو لا يجرؤ أن يقول لها الى اللقاء..
ها هو العام الفائت على الأبواب يولي هارباً منا
يلوح لنا بيده قائلا : سأترككم للعام القادم ..
ها قد دخل العام الجديد من بوابة الكون لا يحمل في قرطله
أي متاع ..
بل والله أعلم ..
أراه بلوح بالتهديد والوعيد
لأولئك الذين لم يقدموا له فروض الطاعة والولاء ..
عام جديد يقبل حول بواباتنا الممتدة عبرالحدود
ولا تزال ملابس العام الفائت
تعبق بها رائحة جرائم العام ..
وتظهر منها علامات النوايا المتقلبة
والتي تنذر بعواصف متتالية ..
تم الاعلان عنها في نشرات الأحوال الاقتصادية والسياسية
ونلملم بقايا لياليها الساهرة
في الأروقة والشوارع والمخيمات المكتظة
بالسكان وبالهموم والأوجاع والآفات
التي ما عدنا نقيم لها وزنا ..
لأننا نلهث خلف رغيف العيش
عام جديد يفتح ألسنة النار والبرد والجوع والظلام
فوق رؤوس أطفالنا
في غزة وجباليا ورفح والساحل الحزين
وعام مضى وزع الموت بالقسطاس على الصغار ..
وهم لا يعرفون حتى اللحظة
لماذا يصبُ الحاقدون فوق رؤسهم هذا الغضب
والذي يواجه بالصمت حيناً -- و بالاهمال حيناً آخر
عام مضى وحقوق الانسان تذبح على قارعة الطريق
دونما اكتراث ودونما رقيب أو حسيب
عام مضى -- ولا زال القيد يلتف حول معاصم الأسرى في سجون الاحتلال
عام مضى والمفاوضات الفائضة عن الحاجة
تخرج بعد كل مفاوضة جديدة
بقائمة جديدة من أسرى جدد سيخرجون من السجون
بينما توضع القيود في معاصم أسرى جدد
عام مضى .. ووزارات التربية والتعليم تتغنى بنسب التعليم !!
.. ولا زال الأميون والمتشردون والعاطلون عن العمل يملؤون الشوارع
عام مضى وحالات الطلاق في تزايد مستمر .. والآفات الاجتماعية تتوالد
والهوة تكبر وتتسع بين الأبوة والبنوة ..!!!
عام مضى والإعلام يأخذ منحى الرذيلة .. والفضائيات تتكاثر كالبكتيريا .. وعدد المطربين والمطربات أكثر من المشاهدين
ولا زالت وزارات الاعلام تغط في سبات عميق وقد لا تفيق !!
ماذا أقول .. ؟
ويأتي العام الجديد يشرق بشمس ساطعة تحدث العرب
قائلة أين أنتم ؟؟
تشرق شمسه بشعاع الخزي والعار
مسجلة على جبين الأمة
كلمات الظلم والتجبر التي طالت البشر والشجر والحجر
وزعماء الأمة يتحصنون بالشجب والاستنكار
محاولين بذلك أن يُبعدوا عن أنفسهم شبح المسؤولية
لما جرى
ويجري
وما سيجري!!
وفي أواخر العام ودعناه
بسور فولاذي قررته أمريكا واسرائيل وتنفذه الحكومة المصرية بأيدي الجيش المصري حول غزة لحماية الأمن الاسرائيلي
وودعنا العام الفائت بستة شهداء على ثرى فلسطين ..
-- مضى عام ولا زلنا نثرثر ونبعبع ونلعلع عبر الاذاعات نتشدق -- لا نفعل شيئاً
لله أنت أيها العام الفائت -- كم من رداء للتصبر
والتجلد اكتسيتَ وكم من ازار لكظم الغيظ ارتديتَ !!
وأنت تشاهد الحرمات تنتهك -- والحقوق تغتصب -- وأنت واقف بلا حراك تنتظر طوفاناً اسلامياً أو عربياً أو حتى نسمة غضب
عربية أقل ما تقوله : مهلا ---!!!
يأتي العام الجديد ولا زالت الأوهام معلقة على حبال الأحلام
ب ( قد ) --
قد تأتي لحظة غضب ؟!
قد تأتي لحظة تتحرك فيها مشاعر-- أي مشاعر!!
قد تأتي الجيوش العربية تزحف الى غزة
محملة بالطعام والدواء والأكسجين وبالوقود
قد تتحرر الأرض -- وقد يتحرر الأسرى
وقد تزحف الجيوش لتحرير الأقصى
ولو كان هذا الزحف على أنغام ( أم كلثوم )
وياليته زحفا -- حتى ولو على أنغام ( اليسا ) !!
واني لأتساءل :
ترى عام سعيد أم عام شاحب مكفهر الوجنات ؟؟
اعذروني على هذه الخرابيط !!
فما هي الا هذيان
وكل عام وأنتم بخير
.....الى هنا
مع تحياتي ... ناريمان الشريف