المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس
المورقـة / ناريمان الشريف
الإنسان بفطرته يحمل جملة من المتناقضات و هو في صراع دائم بين قوى الخير و الشر , و لا يمكن أن يتصف يوما بالكمال و بالتالي فهو يجمع من الايجابيات و السلبيات في الوقت نفسه .
فكرة جميلة منك هذه العيادة و لكن ربما أخالفك الرؤية من حيث مسمى المرض , و أظن أن مجمل هذه الأحاسيس و المشاعر التي يمر بها الإنسان هي حالات من انتصار السلبيات على الإيجابيات في داخل كيانه , و لذلك أقترح مسمى الحالة بدل المرض .
من الصعب أن يشخص المرء حالته و لكنني سأحاول أن أكون أول المعترفين في هذه العيادة الصحية
أحس حاليا أنني متعب بسبب قيم مثالية طالما حملتها بين جوانحي و أراها تنهار بين عيوني يوما بعد يوم , يفندها عقلي و فكري و لكن يقرها حسي و لطالما أتعرض للظلم بسببها و أتجاوز في حقي رغم مقدرتي على الدفاع , أراني أحيانا مغفلا عندما أتعامل مع الجميع بنفس الصدق و التقدير و ألومني كثيرا إذا ما وجهت نصيحة لأحدهم فيعتبرها كنوع من الحط من شأنه .
أحاول أن أون غيري أحيانا لكنني لا أستطيع , أحاول عن أبحث عن الخلل دوما هل هو في المعاملة أو في الأسلوب أو أنني أقدر الأشياء على غير حقيقتها ؟؟؟؟
هذه مشكلتي الكبرى التي أحاول أن أتخطاها و لكنني أفشل دوما , فهل من حل ؟؟؟
أتمنى أن أجد علاجا في عيادة الواحة و في أقرب وقت .
إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام
أخي هشام
سلام الله عليك ..
بارك الله في حضورك .. وأشكرك عليه
أعذرني أولاً على مسمى مرضى .. فلم أجد تعبيراً آخر ينوب عنه
أما عما تشكو منه صديقي .. فكثيرون يعانون منه ..
والسبب .. أن المجتمع - مع الأسف - عـوّد أبناءه أن يتقبلوا الشيء الظاهر والمنتشر بشكل كبير والمألوف .
وكذلك جرت العادة على عدم تقبل المظاهر قليلة الحدوث غير المألوفة .. ومن هنا كانت ظاهرة الطيبة والأخلاق الجميلة من الطباع النادرة بمجتمع سادت فيه المادة وهيمنت عليه المصالح الشخصية .
والأجدى بهذه الفئة القليلة ألا تستسلم للخطأ وتبقى على القيم الصحيحة .. بل وتشدد على التمسك بها
لأن هذا هو الأصوب وهو بحد ذاته علاج لسيادة الخطأ في الوقت الحالي
أنا متأكدة بأنك ستفشل إذا ما حاولت أن تتخطاها .. لأنك مجبول على صفة الخير
فلتبق على قيمك الأصيلة ولا تتأثر بما يقولون وما يلمحون .. ولا تعتقد أبداً أنك مغفلاً لأنك طيب القلب
وهذا الشعور إنما نابع فقط من كون الأكثرية على باطل وأنت على حق ضمن الأقلية ..
فلتثبت .. لتكبر الأقلية ويصبح المعظم يتمسكون بالأخلاق الكريمة والقيم التي يجب التمسك بها
وكن أنت ولا تكن غيرك .. واثبت على هذا لأنك على صواب .. ودعك مما يقولون ويتقولون
فما يقولون وما يعتبرون إنما هو من ضعفهم وغيظهم أنهم لا يستطيعون أن يكونوا بمثل أخلاقك .. وهذا حسداً منهم ..
صدق يا أخي أن الفئة التي لا تتمسك بالقيم تتمنى لو أن كل الناس مثلها .. حتى يجدوا لأنفسهم ولتصرفاتهم مبرراً يقنعهم أنهم على صواب .. وهم في الحقيقة يعلمون أن من يحمل القيم النبيلة هو على صواب وهم على خطأ ..
أرجو ألا أكون قد أطلت عليك .. وأرجو أن أكون قد وفقت في الوصفة
سرني جداً حضورك لعيادتي
احترامي الشديد
وأخيرا : اليك هذه الوصفة السريعة
كن على يقين أخي الكريم
( أن طول عمر الباطل .. لن يحوله الى صواب أبداً )
..... الى هنا
مع تحياتي ... ناريمان الشريف