الكل يركض خلف غاياته وكذا كنت أركض خلف ابتسامتي , أخاف أن تتدحرج في العراء ويفرغ كأسها الدهاق أو يخلو موضعها وقد يصيب ملامحي الجفاف , ليس خوفا من أن تغادرني إلى وجوه أخرى , لأني لا احتكرها لنفسي ..بل لأني أجيد رعايتها وأثمن قيمتها , هناك فرق كبير عندما تصدر مني أو عندما يصدّرها إلي الآخر , كنت أرسمها على المرايا وأحاورها
, أسكبها مثل رشة عطرٍ على طرف الوشاح وكلما داعبته النسمات كانت تغرس شتلات النجوم في حديقة لحظاتي ..
أسأل الصبح عنها ويرميني غموضها وأسأل الليل عنها يبوء بها من قلب مخملها الداجي , وألمس بين غيومها تأثير المناخ وأثر الطقس ,, إلى هذه اللحظة لا أدري سبب حاجتي الهائجة إليها ولم أع سبب اغتسال عواطفنا بها بينما هي لا تغتسل بعواطفنا ..
أعرف إنها تعرف تماما كيف تتعامل مع الوجوه من الخارج والداخل , لا ريب من أن تنسلخ عني كقناع ألصقته الريح على أقرب وجه مني , بل لأني كنت أحارب بها كل شيء يمكنه أن يصدّر إلي أمواج الكدر ,, وحتى في الليالي المعتمة لم استغن عنها بتاتا وكانت لي بمثابة قنديل يغسل الزوايا .. موضعها قلب ومسقطها حائط أو مرايا ولكن لا اختلاف بين الاثنين أمام اشراقة الثغر وظهور اللؤلؤ وتقلص الأشداق نظريا هي حركة آلية مدعومة بالقصد الوجداني , قد يظن البعض بأن الابتسامة محض هراء إذا لم يكن هناك مقابل ما , ولكنها هي ككلمة مرور لا يستطيع الزمن العبور منها في لحظة تقلب الريح فيها صفحاتها بصفحات تليها قد تكون أكثر ألما وأقل أملا أو ربما هي يد ساحرة تفتح صندوق الكنز وسرعان ما يُعرف الجواب من بريق العنوان ..
..لا احتاج إلى وجود عذر يبررها فلها مساحة شاسعة وأكبر شيوعا من ذيوع الإشاعات في المجتمعات الضيقة ...
كنت أتأنق بها قد يكون من الصعب التعامل مع الآخرين كما التعامل مع الذات وهو أمر يبين لنا مغالاتنا في الشفافية والنقاء و إفراطنا في الأنانية .. ظلت توحي لكل العيون المتطفلة بأنها أثثت ديمومتها في عرين روحي" وفجأة " باغتتني عندما هوت يدي الممدودة لمصافحته إلى أفلاك النسيان ولم أعد أميز خطوط يده من خطوط يدي .