رأيت الفقر للشعراء خلٌ وفيٌ لايفارق قِــيد شبر تـــعرّس في عمائمهم وأخلى مكانا للشقاء بأرض قــفر فلو بذلوا من الأعمار جهداً فنحس الشعر في الشعـــراء يجري ولو باعوا القصائد في مــزاد بأكداس من الألـــماس مغري فإن المحق يلحقهم كجيشٍ من القمْل المسلط فوق شَـــعْـر كحال أبي الشمقمق حين آوى إلى بيت بلا بابٍ و جدْر ولا سقف ولا فرش وثيرٍ وقال : السْعد في الأوصال يسري سقى ربي سلاطينا عظاما لهم في الشعر إحساس المعرّي يجازون القصيدة حين تلقى فَــتُــجزِلُ من عطاياها وتطري فعاش الشعر والشعراء دهراً ورغْــد العيش ، مرهون بــشعر وكان الشعر في زمن تناءى يعز قبيلة وبتلك يــــزري يقول الناس : أشعرهم فلانٌ فترتفع القبيلة إثر حُـــقْــر ويُـــرفعُ أهلُه في كلّ نادٍ ويـُــخطب وِدُه يوما بدهــــر ودار الشــعر دورته فأضحى من المهن الرخيصة ليس يغري فلا السلطان يفرح إن رآه ولو ألقى قصائده كنهـــر ولا الهمج الرّعاع إذا أتاهم ولو ألقى عليهم ألف سفر فيا لله مَــنْ للشعر يهوي كما تهوي الزجاجة صوب قعــــــر وكم شعرٍ هوى من دون جرم سوى التهميش في زمن التعرّي وأحرى أن يعلق فوق بيت الـــــــــــــــــــ إله وأن يحمّل ظهر طيــــــر و بعد عروبة الشعر المفدى فغض الطرف من شعر تهاوى أمام فصاحة ِصيغتْ بــــشعر إذا قوم تنبطهم قصيد بما اعتزلوا به ضلوا كـــ " بشر " أمام فصاحةٍ نظمت كعقدٍ هوى " النبطي " كسرأ إثر كسر فتلك مشينة علقت بناس تـُـقدّمُ عبدها عنْ أصل حـــــــــــر لغات الأرض تنتحب انتحابا على لغة غدت من غير قدْر متى يصحو الأنام لحل لغزٍ يحير ألف نافثة لـــسحر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أبو الشمقمق : شاعر إسلامي من العصر الأموي (2) بشر المريسي : معتزلي مشهور من العصر العباسي