وَإِنِّي أُغَالِي بِالْغَرَامِ تَوَقُّداً
الطويل
سَقَتْنِي عُيُونٌ مَا لَهُنَّ لِجَامُ
تَرَقْرَقُ فِي كَاسَاتِهَا فَتُرَامُ
وَكُلُّ فُؤَادٍ فِي يَدَيْهِ سِهَامُهُ
وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الْعُيُونِ ذِمَامُ
وَمَا بِاخْتِيَارِي عَبْرَةٌ قَدْ سَفَحْتُهَا
لِبَيْنٍ ، وَأُخْرَى لِلْغَرَامِ مُدَامُ
لَهَا الرُّوحُ هَبَّتْ فِي صَفَاءٍ وَرِقَةٍ
كَأَنَّ النُّجُومَ الْغُرَّ عَنْهَا نِيَام
تَوَهَّمَهَا الأَصْحَابُ سَوْرَةَ مُدْنِفٍ
كَأَنِّي بِهِمْ فِيمَا ذَهَبْتُ حَرَامُ
وَإِنَّي أُغَالِي بِالْغَرَامِ تَوَقُّداً
وَمَا خِلْتُ أَنَّي لِلْحِسَانِ إِمَامُ
يُهَيِّجُ لِي نُورُ الصَّبَاحِ مَحَبَّتِي
وَأَصْدَقُ صُبْحٍ فِي الْحَيَاةِ غَرَامُ
وَمَسَّحَ أَجْفَانِي لِطَارِقِ شَوْقِهَا
وَصَلَّى لَهُ رُسْلُ الْخَيَالِ وَقَامُوا
وَمَا أَجْمَلَ الأَسْفَارَ لَوْلاَ شُجُونُهَا
وَحَوْلِيَ بِالْخُرْدِ اللِطَافِ زِحَامُ
وَتَأْنَسُ عَيْنِي بالحِسَانِ ، وَمُهْجَتِي
يُسَقُّونَهَا صَبْراً يَكَادُ يُرَامُ
وَأُغْرِي فُؤَادِي بِالْغَوَانِي تَوَاصُلاً
وَ أَقْتَحِمُ الآمَالَ وَهْيَ عِظَامُ
شَكَوْتُ مِزِاجاً للرَفِيقِ وَتِرْحَةً
وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الْكَلاَمِ مَلاَمُ
وَمَرَّتْ عَلَى جِسْمِي مَجَسَّةُ رُوحِهَا
وَحَرَّ عَلَى الْقَلْبِ الرَّهِينِ ضِرَامُ
وَكَمْ أَحْيَتِ الليْلَ الطَّوِيلَ صَبَابَةً
تُظِّلُّ وَتُرْوِي وَالْعِنَاقُ كَلاَمُ
وَتُذْكِي عَلَى الأحْشَاءِ نَارُ (جَلِيلَةٍ )
وَتَحْمَرُّ مِنْ تِلْكَ الْخُدُودِ وِشَامُ
لَقَدْ لُفَّ فِي أَحْضَانِكِ الدَّفْءُ كُلُّهُ
رَهِيفَ التَّثَنِّي مَا أَذَاهُ قِيَامُ
تَنَامُ لَدَيْكِ الرُّوحُ حُباً وَفِتْنَةً
وَ أَحْلاَمُ رَبِّ الرُّوحِ لَيْسَ تَنَامُ
فَعُودِي لِيَحْتَلَّ الْهَوَى مِنْ حَيَاتِنَا
وَيَرْحَلَ شَرٌّ حَلَّهَا وَظَلاَمُ
فَلَمْ أَرَ مِثْلَيْنَا جَوىً وَتَشَوُّقاً
وَ عُنْوَانُهُ للِعَاشِقِينَ تَمَامُ
**
باريس 2009.12.21