|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب الأحــــــــــــــــــــــقــــــــــــــــــــــا د |
جمعوا الحشود من البلاد بأسرهـا مثـل الذئـاب تدافعـت مـن جوعهـا |
واستنفـروا مـن كـل قـوم فرقـة متعطشـيـن الــى الـدمـاء وسفكـهـا |
وتألَّبـوا رغـم الـعـداوة بينـهـم لـكـن عـلـى الإســلام يسـقـط دورهــا |
زحفـوا كمـا زحـف المغـول بجيشهـم و |
ـهـم قــد كـشـرت أنيابـهـا |
جلـبـوا العـتـاد وأنفـقـوا لــم يبخـلـوا وتحمـلـوا الأعـبــاء لاستجـلابـهـا |
واستكرهوا كل الشعوب تسلطـا رغـم الأنـوف تعسكـروا فـي أرضهـا |
مستهـتـريـن وحـــق أن يستـهـتـروا مـــن أمـــة حكـامـهـا أعـداؤهــا |
صالـوا وجالـوا فـي البـلاد وزينـوا شجـر الكرسمـس يحفـلـون بظلـهـا |
رفعوا الصليب على ديار رسولنا وهي الحرام علـى النصـارى وطؤهـا |
وتـهـيـأوا وتـمـركـزوا وتمـكـنـوا وتـقـدمــوا والــحــرب تــقــرع طـبـلـهـا |
والناس سكرى في سبات مزمن قرعت كـؤوس الخمـر فـي حاناتهـا |
سكروا على نخب الأرامـل واليتـا مـى والثكالـى لـم تـداوي جرحهـا |
يتطلـعـون كأنـهـم فــي مشـهـد مــن حـفـلـة قـــد أتـقـنـت أدوارهـــا |
---------------- |
بعـد انتصـاف الليـل شنـوا حقدهـم فـي ليلـة سـوداء غــاب هلالـهـا |
وأتـوا علـى أرض العـراق بنارهـم حـرقـوا الــزروع وقطـعـوا اشجـارهـا |
ضربـوا المدائـن والقـرى لـم يتركـوا جسـرا ولا ســدا عـلـى أنهـارهـا |
بقنـابـل العنـقـود والنابـلـم قــد قصـفـوا الـبـيـوت وأحـرقــوا سكـانـهـا |
حتى الملاجئ والمشافي حطمـوا قـد دمروهـا فـوق مـن كانـوا بهـا |
سفكـوا الدمـاء ويتـمـوا أطفالـهـا نـشـروا الـخـراب بطولـهـا وبعرضـهـا |
قتلـوا الشيـوخ وشـردوا أحفادهـم مـن هــول أيــام يشـيـب شبابـهـا |
قــد سلـطـوا فيـهـا الهـجـوم تتابـعـا مــن طـائـرات أثـقـلـت أحمـالـهـا |
تـرمـي القـذائـف مــن عـلـو شـاهـق حمـمـا تــدك الآمنـيـن بـنـارهـا |
لــم يثنـهـم صــوت الرضـيـع وأمــه تـأويـه مــن فــزع علـيـه بحضـنـهـا |
تلهـيـه عـــن جـــوع بـثــدي فـــارغ وصـراخــه بـلــغ الـسـمـاء وربـهــا |
منـعـوا المعـونـة والمـيـاه تلـوثـت جعـلـوا الـبـلاد تـنـوح مــن ويـلاتـهـا |
----------------- |
ايـن المدافـع للمعـارض تشتـرى فيهـا تباهـي الـنـاس باستعراضـهـا |
أيــن الحسـيـن بــه افتـخـرت أمامـنـا وزعـمـت أنــك قــادر أشعـالـهـا |
ايـن الأشـاوس فـي المـعـارك تبتـلـى يــوم الـنـزال ولا تلـيـن قناتـهـا |
خـانـوا الـبـلاد وكــان أكـبـر خـائـن رأس المصيـبـة والـبــلاء حـمـارهـا |
تـلـك الصـواريـخ الـتـي كـانـت لـنـا صــارت علـيـنـا نصـطـلـي نيـرانـهـا |
وأذا بهـم بعـد الهزيمـة وجهـوا حـرس الرئـيـس الــى الـبـلاد وأهلـهـا |
أم المـعـارك ليتـهـا مــا أنجـبـت مــن بـعــد حـمــل قـتّـلـت أولادهـــا |
وأبـو المعـارك لـم يـزل مـن قصـره يـروي انتصـارات يطـيـب سماعـهـا |
يـا للمهـازل كيـف تصـبـح نكـبـة حـلـت عـلـى أرض الـعـراق فخـارهـا |
لكننـا اعتدنـا الهزائـم قلبـهـا نـصـرا ونـشـرب فــي المحـافـل نخبـهـا |
ديسـت كرامتكـم بنعلـي كافـر وجباهكـم فـي الوحـل يـدفـن عـزهـا |
وتصفقـون لأرعــن قــد خانـكـم بـاسـم العـروبـة صــار مــن أمجـادهـا |
بـئـس الرئـيـس وبـئـس مــا يـدعـو لــه قومـيـة قــد أزكمتـنـا ريـحـهـا |
--------------- |
وعجبـت مـن أهـل الكويـت وجهلهـم كيـف ارتضـوا للعلـج أن يحتلـهـا |
ظـنـوا الـبـلاد تـحـررت مــن فعـلـهـم وإذا بـهــا بـيــد الـعــدو زمـامـهـا |
هـانـت عليـكـم أرضـكـم الفيـتـهـا مـلـئـت بـغــاة أصـبـحـوا أصحـابـهـا |
قـد بعـتـم الـعـرض الثمـيـن بـدرهـم وبـلادكـم صــارت الــى أعدائـهـا |
أسفـي عليكـم أنكـم أضحـوكـة بـيـن الشـعـوب ويسـخـرون بذكـرهـا |
------------ |
وهنـاك مـن حـكـم الجـزيـرة عـنـوة ورث الخيـانـة مبـدعـا فــي فنـهـا |
من قال أنك خـام الحرميـن أو حامـي الديـار خسئـت مـا استأهلتهـا |
مـا زلـت خـادم فتـنـة غربـيـة واعـتـدت مـثـل الكـلـب تـجـري خلفـهـا |
ولهثت من خوف علـى الكرسـي لـم يكفيـك غصبـك للديـار وخيرهـا |
حتـى قبلـت الكـفـر يصـبـح حـارسـا وسمـحـت لـلأعـلاج أن تحتلـهـا |
مـمـن سيحرسـهـا وأنـتـم كلـكـم أبـنــاء أم أسـفــرت عـــن وجـهـهـا |
قـد أرضعتكـم مـن حليـب فـاسـد وتسمـمـت أذواقـكـم مــن كفـرهـا |
-------------- |
سـارت عساكركـم بأمـرة مشـرك لتكـون كبشـا يفتـدي مـن خلفـهـا |
متحمسيـن الـى النـزال وليتهـم عنـد اليـهـود تحمـسـوا مــن ربعـهـا |
في القدس والجـولان فـي سينـاء قـد تركـوا السـلاح وأدبـروا أياخهـا |
والآن مجتمعـيـن متفقـيـن فــي الأهـــداف والـغـايـات وحـــد صـفـهـا |
أُمــروا كـمـا أُمــر العـبـيـد لـطـاعـة والـعـبـد يـؤمــر بالـعـصـا ويهـابـهـا |
فيـطـيـع مـــن ذل أوامـــر ربـــه والـنـيــر يـخـفــض رأســــه ويهـيـنـهـا |
لـكـن أمـــام الـشـعـب يـظـهـر غـــدره بـالـنـار يـحـكـم أمـــة ويـذلـهـا |
متسلطيـن علـى الـرقـاب بظلمـهـم جبروتـهـم تـبـدو عـلـى أبنائنـهـا |
هـانـت كرامتـهـم وبـاعـوا دينـهـم بـدراهـم فــي البـنـك زاد رصيـدهـا |
والـنـاس مــن خــوف تقـلـب كفـهـا والجـبـن داء قــد أصــاب رجـالـهـا |
وسألت في نفسي على ما تأسّفـوا أعلـى حيـاة كالكـلاب نعيشهـا |
ونـمــوت كـالأنـعـام بـئــس معـيـشـة جـريــا وراء لـقـيـمـة تقـضـونـهـا |
لا خيـر فيكـم ان تركتـم أمركـم بيـد اللصـوص تكيلكـم مــن بطشـهـا |
------------- |
يـــا أمـــة كـانــت مـنــارا لـلـعـلا ومـحــط أنـظــار الـشـعـوب وتـاجـهــا |
أيـن الأساطيـل التـي كانـت لـكـم مــلأت بـحـار الأرض مــن أرجائـهـا |
أيــن الـرجــال بـعـزهـم قـــد أذعـــروا رومـــا وبـاريــز تـحــاول فتـحـهـا |
وقفـوا علـى أبـواب فينـا لـم يـزل يــروي لـنـا التـاريـخ عــن أسـوارهـا |
نـاشـدتـكـم بالله بـالـثــارات إن ظــلـــت بـقــيــة نــخـــوة أو ريـحــهــا |
قـومــوا بـعــون الله نـحـيـي ديــنــه ونــــرد ثــــأرا لـلـعــراق وأخـتـهــا |
-------------- |
يــا بــوش مهـلـك أن قـهـرت عراقـنـا بتـهـاون وتـواطـئ مـــن عـربـهـا |
ان كنـت واجهـت العروبـة كلهـا ثــم انتـصـرت ، فـمـن خيـانـة أهلـهـا |
لا تحسبـن المسلمـيـن سيتـركـوا أعوانـكـم وجنـودكـم فــي أرضـهـا |
سيكـون يومـا لا محـالـة قــادم أبـشـر بـحـرب ســوف نشـعـل نـارهـا |
باسم العظيم وراية الأسلام تخفق في السماء وفي القلوب جذورها |
تشفـي الغليـل اذا رآهـا جندكـم فـزعـوا وصــار نهـارهـم مــن لونـهـا |
ســوداء رمــزا للعـقـاب يحفـهـا تكبـيـر مــن بـاعـوا الـحـيـاة لحمـلـهـا |
سـيـصــم آذان الـبـغــاة مــدويــا الله أكــبـــر لا يــمـــوت شـهـيـدهــا |
وهنـاك تعـلـم واليـهـود ومــن نـسـي أن الخـلافـة لا يـضـام جنـودهـا |
ونـعـيـد للـيـرمـوك مـجــدا خـالــدا والقـادسـيـة تسـتـعـيـد فـخـارهــا |
لملم جنـودك وارتحـل لا تنتظـر غضـب الشعـوب اذا استبانـت أمرهـا |
--------------- |
بغـداد صبـرا لـن يطـول حـدادنـا ستـقـر عيـنـك بـعـد طــول سهـادهـا |
بخليفـة فـي أمـة هـي أهلـه يحمـي الحمـى ويــذب عــن أعراضـهـا |
ويـقـود جيـشـا للفـتـوح مـعـرجـا بـالـقـدس بـالأســلام يـفـتـح بـابـهـا |
ويحقـق الوعـد الـذي فـي متنـه طــرد اليـهـود وقلعـهـا مــن جـذرهـا |
ســــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــف الــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــــق |
|