|
يا موطنَ الحبِّ والإيمانِ معذرةً |
إنْ عَقَّكَ اليومَ بالعصيانِ أشقانا |
ما كنتُ أحسبُ يوماً أنْ أرى ذَنَبَاً |
يقدِّمُ الدَّمَ للنيرانِ قُربانا |
وأنْ أرى صَنَمَاً للشرقِ وجهتُهُ |
يُفلسِفُ الحِقدَ بالإسلامِ بُهتانا |
وأنْ أرى معشراً عُميَاً لهُ تبعٌ |
يقودُهمْ لجحيمِ الحربِ قُطعانا |
وأنْ أرى قومَ أعلامِ الهدى سَنَدَاً |
للجاهلينَ وللأذنابِ أعوانا |
أخُصُّ مَنْ ضُلِّلوا بالوهمِ فاندفعوا |
خلفَ السرابِ ، فهلْ يلقونَ غدرانا ؟! |
ويزعمونَ بأنَّ العقلَ منهجُهم |
ولنْ ترى عندهمْ للعقلِ برهانا |
فأيُّ عقلٍ لمنْ أعطى لعُنصُرِهِ |
فضلاً بعرقٍ ؟!! أكانَ العرقُ ميزانا ؟! |
شِعارُهُ "(أَنَا خَيرٌ) ؛ إنَّ لي نَسَبَاً |
حاشا أكونُ معَ الأعرابِ صِنوانا" |
فأينَ (أكرَمَكُمْ) تقوىً ؟! أمَا علموا |
قدرَ التقيِّ غريبَ الدارِ (سلمانا) ؟! |
تبَّاً لمنْ يزرعُ الأحقادَ تفرقةً |
للمؤمنينَ يبثُّ الجهلَ أفنانا |
ويدَّعي عِصْمَةً للآلِ متخذاً |
مِنْ وَهمِ دعواهُ دونَ الحقِّ سلطانا |
فأوجبَ الطاعةَ العميا لحوزتِهِِ |
ألغى بعِصمتِها عقلاً وقرآنا |
تراهُ يلبسُ ألقاباً مقدَّسةً |
ليمنحَ النَّاسَ بالشيطانِ إيمانا |
فـ (آيةُ اللهِ) يُغريهمْ ويمنحُهمْ |
إلى الجِنانِ مفاتيحاً وأكفانا |
آياتُهم في العراقِ الحُرِّ تُلبِسُهمْ |
بقتلِ إخوانهم تقوىً وإحسانا |
همْ - بالقداسةِ - (حزبُ اللهِ) وحدهموا |
وغيرهمْ سقطوا كفراً وخسرانا |
وهمْ بصنعا (شبابٌ مؤمنٌ) فلهمْ |
حقُّ الوصايةِ حُكَّاماً وكُهَّانا |
لهمْ بصعدةَ (آياتٌ) توجِّههمْ |
لقتلِ إخوانهمْ ظلماً وعدوانا |
يُعاملونَ كمرتدٍ مخالفهم |
بزعمِهمْ (ناصِبِيٌّ) صارَ شيطانا |
منْ أينَ جاءوا بفكرٍ لا وجودَ لهُ |
عبرَ القرونِ سوى في قلبِ (طهرانا) |
جاءوا بفكرٍ عقيمٍ لا يؤيدهُ |
أعلامُ صنعا ، اسألوا أعلامَ (شوكانا) |
زيديَّةُ الآلِ لمْ تعرفْ عقائدُها |
تلكَ الضلالاتُ أشكالاً وألوانا |
عودوا لأعلامِها هلْ كفَّروا أحداً |
مِنَ الصحابةِ ؟! أو حَطُّوا لهُ شانا ؟! |
أمَا قرأتمْ بآي الفتحِ ترضيةً |
عنِ الصحابةِ أنصاراً لعُثمانا |
يُبايعونَ رسولَ اللهِ قاطبةً |
أثنى عليهمْ رضىً ربِّي وإيمانا |
ترى علمتمُ بهمْ غيرَ الذي علمَ الـ |
ـرحمنُ ؟! كلا ، وحاشا الصحبُ كِتمانا |
يا قومَنا حكِّموا القرآنَ ، واتَّبِعوا |
نهجَ الرسولِ ، فمَنْ يشرِ الهوى هانا |
يا قومَنا حكِّموا تاريخكمْ ، ودَعوا |
فكراً دخيلاً ، ولا تصغوا لمنْ خانا |
ثوبوا إلى رشدِكمْ واستمسكوا بهدى الـ |
ـمُختارِ (كونُوا عِبَادَ اللهِ إخوانا) |
لمَ التمرُّدُ ؟! مَنْ يجني فوائدَهُ ؟! |
هلْ تعمرُ النَّارُ والأحقادُ أوطانا ؟! |
أمَا قرأتمْ كلامَ اللهِ (واعتَصِمُوا) ؟! |
(تعاونوا) ؟! ، شيدوا بالحُبِّ بنيانا |
(عَلى شَفَا حُفرَةٍ) كُنتمْ ، فأنقذكمْ |
منها الرحيمُ ، أمَا تخشونَ نيرانا ؟! |
دعوا التطرُّفَ ، كونوا (أمَّةً وسطاً) |
لِتَشهَدوا .. أَشهِدوا في الخيرِ عدنانا |
(طَهَ) عليكَ صلاةُ اللهِ ما خفقتْ |
فينا القلوبُ وما التكبيرُ نادانا |
إنَّا بَرَاءٌ - رسوالَ اللهِ - مِنْ نَفَرٍ |
عاثوا فساداً ، فكانوا شَرَّ بلوانا |
لمْ يرعوا في مؤمنٍ إلاً ، وما حَفِظوا |
عهداً ، وما احترموا في الدارِ جيرانا |
إنَّا بَرَاءٌ مِنَ الإرهابِ أجمعه |
مِنَ الفسادِ الذي أبكى وأدمانا |
لبيكَ يا وطني الغالي بأفئدةٍ |
نفديكَ ، جئناكَ شِيباناً وشُبَّانا |
نحنُ العقولُ وما شَحَّتْ بحكمتِها |
نحنُ الأطباءُ في تطبيبِ مرضانا |
نحنُ الأرقُّ قلوباً في الهدى ، وكذا |
نحنُ الأسودُ بساحِ الحربِ شُجعانا |
كأنَّنا جَسَدٌ إنْ يشكُ مِنْ ألمٍ |
لَبَّى الجميعُ وباتَ الليلَ سهرانا |
إنْ يفتُكِ الداءُ في عضوٍ ، وليسَ لهُ |
بُرءٌ سِوى البترِ ، لنْ نُبقِيهِ .. مَنْ كانا |
ابتِرْ - فديتُكَ - يا جيشَ الهدى ذَنَبَاً |
أنتَ الطبيبُ ، ولنْ نَبكِيهِ أحزانا |
فأنتَ مِبضَعُ هذا الجسمِ تُنقِذُهُ |
أنتَ الضِمادُ إذا اجتثيتَ طغيانا |
حَطِّمْ فديتُكَ في ساحِ الوغى صَنَمَاً |
وانثُرهُ في الوحلِ ؛ إنَّ الحقَّ قدْ بانا |
أنتَ الأمانُ لهذا البيتِ تحفظُهُ |
مِنَ الشتاتِ إذا ما الدهرُ عادانا |
إليكَ يا جيشَنا المِقدامَ نرفعُها |
تحيَّةَ الحُبِّ والإجلالِ عِرفانا |
تحيَّةً يا صقورَ الجوِّ نُرسِلُها |
مَعَ الغمامِ لكمْ رَوحَاً وريحانا |
تحيَّةً للأيادي البيضِ أبعثُها |
لقائدِ الشعبِ إسراراً وإعلانا |
أزفُّها بوفاءِ الشعبِ صادقةً |
ما دُمتَ راعٍ لأقصانا وأدنانا |
يا موطنَ الحُبِّ والإيمانِ معذِرةً |
إنْ خانني الشِّعرُ تصويباً وإتقانا |
نسجتُها منْ فؤادٍ ملؤهُ ألمٌ |
شَيَّدتها بالوفا والحُبِّ أركانا |
أُهديكَ يا وطني قلبي وأرسلُهُ |
تحيَّةً بشِفاهِ الحرفِ ألحانا |