المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايدة عبد الله
رؤى متناقضة
-1-
حين تجلس أمامي في حديقة بيتنا الفاخر، تصب لكَ حليبا تضع فيه قليلا من الكاكاو و قطعتي سكر، و تصب لي قهوة سوداء مرة، ثم تبدأ حديثك عني بلغة الغائب... تشرب آخر رشفة من فنجانك، ثم تقف و تحمل سترتك من على الكرسي تطويها بعناية فائقة و تضعها على ساعدك و تمضي بينما أستمر بالتحديق ببلاهة في الكرسي الفارغ أمامي.
-2-
حين نلتقي و نادراًَ ما كنا نفعل، نتحدث أنا و أنت عن الطقس عن الكوارث و عن أخبار الناس و العالم...
و حين تتفادى النظر إلى عيناي و أتفادى الجلوس أمامك أدرك أن " النحن " ماتت و هي تنجب " الأنا " و " الأنت".
-3-
تجلس أمام التلفاز، تفك قليلا ربطة عنقك الوردية المقلمة و تفتح ياقة قميصك الأبيض الحريري، تتابع بشغف كبير برنامجك الفرنسي المفضل، تشتم المذيعين العرب ثم تناقشني بلغتك الفرنسية و أجيبك بلغتي، فتسألني ساخرُا لم تصرين على استعمال كلمات لغة من عصر الحجارة؟.
-4-
في المساء أتزين أتهادى أمام المرآة كأني ملكة و أنزل الدرج ببطء، تتطلع إلى وجهي و تسألني
" لماذا تصرين دائما على ارتداء هذا الثوب الأحمق، ألا ترين معي أنه مجرد خرقة بالية تتدلى من كتفيك إلى أخمص قدميك، على صدرها نقوش من عهد بائد، أي ذوق تملكين؟".
-5-
و أنا في آخد حمام الصباح أترنم بأنشودة أميمة الخليل " طفل يكتب فوق جدار" و أضع عطر المسك الفاخر، بينما أنت تحلق ذقنك و أنت تشدو بأغنية شارل أزنافور و تضع عطرك ما بعد الحلاقة البارسي.
-6-
قبيل أدان الفجر، أجلس على سجادتي مسبحتي بيدي، أسمع خطواتك المتعثرة على الدرج، تدلف غرفة النوم، رائحة كريهة تملأ المكان، تترنح قليلا قبل أن ترمي سترته على الأرض، و جسدك على السرير دون أن تخلع حذاءك، أتمتم بدعاء ليهديك الله إلى طريق مستقيم فتتمتم امرأة حمقاء لا زالت تكتر من الدعاء.
الأستاذة عايدة عبد الله
محاكاة رائعة وصادقة..لواقع أستشعر أنه يجسد حالة الإنفصام بين البرقع الزائف للحضارة الغربية
والجذور العميقة الممتدة لتراب العروبة والدين..
تعشق موفق بين الأنا ..وما يحيط بها
همسة عابرة ..هناك بعض الأخطاء أعزوها لتعثر فوق لوحة مفاتيح الكتابة !
الى عيناي , تكتر ,أدان ,وأنا في آخذ ,,اتمنى منك تدقيقا ً وإهتماما ً أكبر لبعض المفردات
سعيد أن أصافح نبض هذا الحرف الجميل..
سلمت..وسلم مدادك ِ
احترامي