|
هاتِ كأسينِ أو فزِدْنا حشيشاً |
إنَّ في بعضِ السـُّمِّ بعضَ الدواءِ |
فَضَميري إذا صحا نامَ عرشي |
ليتَ يُرجى من الضمير شفـائي |
تَـوَّجُوني غصـباً مليكاً عليهـــمْ |
أيُّ تاجٍ هذا الذي كالحـــــذاءِ |
قررتْ أمْريكا و جـروٌ قراري |
زرعَ شيكاغو في زوايا خـبائي |
أنا ما زلتُ لا أقـــرّر شيئـــاً |
فابتدائي قــرارُها و انتـهائــــي |
بتعاليمها اُسمِّنُ فِكـــــــــري |
و أنادي بصوتهـــــا أبنائــــــي |
هي أمّي التي تفسّر كنهي |
ومرايا سعادتي و شقائــــــــــــي |
كلُّ شيء لهـا... و لي كلُّ شيء |
كـم أراهـــا كثيرةً أشيـــائي |
شرطتي.. حرّاسي.. مفارز أمني |
خدمي . حُجّابي. رموز ولائي |
ليس يعنيني أنْ يقــالَ عميــلٌ |
كـــلُّ هـمـِّي ألّا يُقـــالَ بِدائـــــي |
أين مثلي مهرّجٌ في زمـــاني |
ألفُ لــــــونٍ في جُبّتي و ردائـي |
بِعْتُ سيفي و بعتُ كلَّ دروعي |
و سـأرمي عن كاهـــــلي أعـبائي |
من مروءاتي جرّدتني الخياناتُ |
.. و من كلّ نخوتي .. و إبائــــي |
عــــــربيٌ أنــــــا و تـلـِّي أبـيبٌ |
أَفَـيُـجْدي تعصُّبـي و انتمــــائـــي |
كلما خُضْتُ كالدجاجةِ حـــرباً |
غاصَ في الوحلِ شاربي ولِـوائي |
لا أبالي إذا انهزمتُ و صارت |
فوق رأسي حوافــرُ الأعــــــداءِ |
يتغاضى عن الهــزيمة جيشي |
بكـــــــلامٍ و خطبةٍ عصمـــــــاءِ |
يهتفُ الجُندُ الببَّغاواتُ باسمي |
ثم مِنْ بعـــدُ يضحكون ورائـــي |
فانتصاراتي كلُّها من خــيالٍ |
و بطـــــولاتي كلها من هـــواءِ |
فارسٌ مشهورٌ أنا في الزنازين |
.. و إِقدامي رائــــعٌ و بلائــي |
أرفعُ المجدِ أنْ تناضلَ ســـرّاً |
أو بعيداً عنْ أعينِ الرُّقبـــــــــاءِ |
خلْفَ قُضباني سادةٌ و رعــاعٌ |
همْ عبيدي إذْ أبتغي و إمــائــي |
أدواتي .. مشانقٌ و سيــــــاطٌ |
وصنيعي ثُغاؤهــم وعوائـــــــي |
شهواتي كالموج تهدرُ هـدراً |
و كـلابٌ مسعـــــورةٌ أهـوائـــي |
جُلُّ غاياتي أنْ أرى ليْ مكاناً |
بين أهلِ السّـاديـّة العظـــــــــماءِ |
إنّ للحقّ في الزمــانِ رجــالاً |
هُــمْ إذا جـــدّ الجــدُّ جنـدُ السّمـاءِ |
لستُ منهمْ أناْ.. أناْ لستُ منهمْ |
فلمـــــــاذا تبذّلي و ادّعائـــــي |
كيف لا يُشرى إرثُ جدّي و يُهدى |
حين ذو مالٍ يستطيـع شرائـي |
طَبَريـــّـا.. هل يا بحيرةَ حزني |
لمْ تزلْ فيكِ بعدُ قطرةُ مـــــــاءِ |
طبريّا .. لقد عطشنا جميعـــاً |
و هلكْنـــا في باطـنِ الصـحراء |
فامنحينا إن شئتِ بعضَ حنانٍ |
أو فزيدي في تَـيـْهـنا إن تـشائي |
كلّنا قتلى في هواكِ و لكـــنْ |
حـتّـم الخوفُ أن يطــولَ التنائي |
نحن شعبٌ لا بارك اللهُ فيــــهِ |
بــــــاعَ أحلامَه بحفنةِ شـــــــاءِ |
في السراديب ما نزال نصلّـي |
و نـــــــداوي آلامَـنا بالدّعــــاءِ |
نسأل اللهَ أن يقاتــــــــلَ عنّــــا |
و نُرجِّي وساطـــــةَ الأنبيـــــاءِ |
أتُرى هكذا استـــطاع جدودي |
أن يطالوا ذؤابــــــةَ الجـــوزاءِ ؟ |
أمْ تُراها بلا دمٍ و كتــــــــــابٍ |
صانعتْـنــا منـــــــازلُ العليــــاءِ |
يا فدائيُّ بِعْ لنا و امضِ فرداً |
أعجبتنا أدوارُنا يــــــا فــــدائـيْ |
مسرحيّون كلُّنا غيرَ أنــّــــــا |
نتلاشى في زحمـــةِ الأضـواءِ |
كلما تاقتْ أنْ ترى النورَ عينٌ |
مزّقــــتْهــا مخارزُ الزّعمـــاءِ |
ها وقدْ صارتْ كالقطيعِ بــلادٌ |
فالعصا هـُمْ كانوا بأيدي الرّعاءِ |